الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تَطاطَ لهَا، فيُوشِكُ أنْ تُجَلّى >>
قصائدالشريف الرضي
تَطاطَ لهَا، فيُوشِكُ أنْ تُجَلّى
الشريف الرضي
- تَطاطَ لهَا، فيُوشِكُ أنْ تُجَلّى
- وَوَلِّ جُنُونَ دَهْرِكَ مَا تَوَلّى
- ولا تكل الزمان إلى عتاب
- فَلا يَدْرِي الزّمَانُ أسَاءَ أمْ لا
- خَبُوطٌ باليَدَينِ يُشِت شَمْلاً
- جَمِيعاً، بالنّوَى ، وَيَلُمّ شَملا
- يعرّي الغارب الأعلى ويُحذي
- عظيم العز والخطر الأظلاَّ
- فقدتك من زمان كل فقد
- وفعلك ما أخسّ وما أذلاَّ
- أَمثلي يستضام وما ترى لي
- إذا عرض العيان بنيك مثلا
- فحسبك قد حملت على مطيق
- شآك تجلداً وشجاك حملا
- محمد طال ما شمرت فيها
- فدونك فاسحب الذيل الرفلاَّ
- ونم مستودعا صوناً وأمناً
- فَقَدْ أسلَفْتَهَا جَزَعاً وَذُلاّ
- فَإنْ أتْبَعتَ هَذا الأمْرَ لَهْفاً
- فَإنّكَ أعزَبُ الثَّقَلَينِ عَقْلا
- يراه المستغر عليَّ طوقاً
- فيَغْبِطُني بِهِ، وَأرَاهُ غُلاّ
- وَمَا حَطّ الأعَادِي لي مَجَلاّ
- ولكن حطّ عنّي الدّهرُ كَلاّ
- فَإنْ أخَذُوا الأقَلّ مِنَ المَعَالي
- فقَد تَرَكُوا مِنَ الصّوْنِ الأجَلاّ
- خذوا منّي بذي جلب ثقال
- بعيدٌ إن يخفّ وإن يزلا
- هوت أمّ الخطوب إلى التساقي
- وَقَدْ ضَاءَلتُهُ حَتّى اضْمَحَلاّ
- سجيَّة مستميت لا يبالي
- مِنَ العَلْيَا يُعَطَّلُ أمْ يُحَلّى
- أنَا الرّجُلُ الذي عَلِمَتْ نِزَارٌ
- أجلّ مغارساً وأعزّ نجلا
- أمرّ على لهى الأضداد طمعا
- وَأنْفُذُ في طُلَى الأعداءِ نَبْلا
- ألَيْسَ أبي أبي حَسَباً وَفَخْراً
- وَبَاعاً وَاسِعاً، وَعُلًى ، وَنُبلا؟
- وقبلك أوقر الأيام مجداً
- وأوضع بالعلى حتّى أكلا
- فإن يقعد فقد طلب المعالي
- فَعُلّقَهَا، وَأوْصَلَهَا، وَمَلاّ
- وَنَفْسِي ما عَلِمتَ، وَلي جَنانٌ
- أبى لي أن أهان وأن أذلا
- فَلِمْ آسِي وَقَدْ أحرَزْتُ مَجداً
- كفاني ما يبلغني المحلا
- إذا خَلَتِ المَنَازِلُ لِلْمُوَلّي
- فَيَا سِرْعَانَ مَا عُزِلَ المُوَلّى
- وَبَيْنَا أنْ يَقُولُوا قَدْ تَمَلّى
- بها حتّى يقولوا ما تملّى
- بِمالِكَ نِلتَهَا، وَكَفَاكَ عاراً
- فأَلاَّ نلتها بالمجد أَلاَّ
- فَمَنْ وَجَدَ الطّرِيقَ إليّ صَعْباً
- فقَد وَجَدَ الطّرِيقِ إلَيكَ سَهْلا
- وَهَلْ في ذاكَ إلاّ أنْ يَقُولُوا:
- تسبُّبُ مكثر غلب المقلا
- وما لك مطعم فيها لأني
- تَرَكتُ عَلَيكَ فَضْلاً قد أظَلاّ
- تهلل إذ أصبتُ بها حبيبي
- ولو غيري أُصيب بها استهلاّ
- شفى بلباسها غلاًّ قديماً
- وعدت بنزعها فشفيت غلاّ
- فَإنْ يَكُ نَالَهَا، فلَقَدْ أنِفْنَا
- فَأرْخَصنَا بِقِيمَتِهَا، وَأغْلَى
- فَلَمْ يَكُ جُودُهُ في ذاكَ جُوداً
- ولم يك بخلنا في ذاك بخلا
- فَمَا المَغْبُونُ إلاّ مَنْ تَوَلّى
- وَمَا المَغْبُوطُ إلاّ مَنْ تَخَلّى
المزيد...
العصور الأدبيه