الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أشْكُو إلَيكَ مَدامِعاً تَكِفُ >>
قصائدالشريف الرضي
أشْكُو إلَيكَ مَدامِعاً تَكِفُ
الشريف الرضي
- أشْكُو إلَيكَ مَدامِعاً تَكِفُ
- بَعدَ النّوَى ، وَجَوَانحاً تَجِفُ
- وَحَشاً، إذا ذُكِرَ الفِرَاقُ هَفَا
- في جانبيه الشوق والأسف
- فُجِعَتْ بِعِلْقِ مَضَنّة ٍ يَدُهُ
- فأقَامَ لا عِوَضٌ، وَلا خَلَفُ
- كالنّاشِطِ امتَنَعَتْ مَوَارِدُهُ
- وَنَأتْ عَلَيْهِ الرّوْضَة ُ الأُنُفُ
- أُنْسٌ تَنَاقَصَ مَعْ تَكَامُلِهِ
- لا بَدْعَ إنّ البَدْرَ يَنكَسِفُ
- لا يُبْعِدِ اللَّهُ الّذينَ نَأوْا
- وقفوا الغرام بنا وما وقفوا
- أيَّ القُوَى قَطَعُوا، وَأيَّ دَمٍ
- سَفَكوا، وَأيَّ جِرَاحَة ٍ قَرَفُوا
- لم أنس موقفنا ووقفتهم
- بَعدَ النّوَى ، وَدُمُوعُنا تَكِفُ
- مُتَساكِتِينَ مِنَ الوُجُومِ، وَقد
- نَطَقَتْ عَلَينا الأدمُعُ الذُّرُفُ
- يا رَاكِبَ الكَوْمَاءِ، غَارِبُها
- كالطود أوفى فوقه الشعف
- يطأُ الظلام على مفارقه
- والليل في أجفانه وطف
- ذرع الدجا وطوى خميصته
- ولها على قمم الربى كفف
- حَتّى نَضَا الإظْلامُ صَيغَتَهُ
- وَطَوَاهُ جَوْنُ اللّيلِ مُنكَشِفُ
- ماض إذا أهوى به كنف
- من جنح ليل ضمه كنف
- أبْلِغْ فَتَى حَمْدٍ مُذَكَّرَة ً
- تنقدّ منها البيض والزغف
- نفثات مكروب ألظّ به
- حرّ الجوى وعلا به الكلف
- مَا كَانَ أسرَعَ مَا نَبَا زَمَنٌ
- وَتَكَدّرَتْ مِنْ وُدّنَا نُطَفُ
- حبل غدا بأكفّنا طرف
- مِنهُ، وَفي أيدِي النّوَى طَرَفُ
- هل حسن ذاك الدهر مرتجع
- أم طيب ذاك العيش مؤتنف
- أمْ هَلْ يُبَاحُ الوِرْدُ ثَانِيَة ً
- ويلذ برد الماء مرتشف
- لهفي على ذاك الزمان وهل
- يثني زماناً ماضياً لهف
- انْبَتّ بَعدَكَ حَبلُنا، وَحَدَتْ
- كُلاًّ لِطِيّتِهِ نَوًى قُذُفُ
- وَانْفَكّ سِلْكُ نِظَامِنا، بَدَداً
- ولقد عنينا وهو مؤتلف
- وتجنب البتيّ جانبنا
- ونبا فلا ودّ ولا شعف
- وقلى مجالسنا ومال به
- عِطْفٌ إلى البَغضَاءِ مُنعَطِفُ
- وأزيح ذاك الأنس أجمعه
- وأميط ذاك البر واللطف
- جعل الوصية تحت أخمصه
- وأتى الإساءة وهو معترف
- إنّا نَذُمُّ إلَيْكَ خُلّتَهُ
- فَهوَ المَلُولُ الغَادِرُ الطَّرِفُ
- فَلَعَلّنَا، وَلَعَلّ مُطْمِعَة ً
- يَوْماً بقُرْبِكَ مِنهُ نَنْتَصِفُ
- فسقى ليالينا التي سلفت
- فرط من الأنواء أو سلف
- يحدى بسوط الريح تحفزه
- هَفّافَة ٌ في سَوْقِهَا عَنَفُ
- نتج الصباح عشاره سبلا
- جواداً وألقح شوله السدف
- نَدعُوكَ حينَ الشّملُ مُنشَعِبٌ
- فَتَلافَنَا، وَالرّأيُ مُختَلِفُ
- إن لم تقم تلك الغصون غدا
- منهن منآد ومنقصف
- لا تَحْسَبَنْ قَوْلي مُمَاذَقَة ً
- وَجدِي ببُعدِكَ فَوْقَ ما أصِفُ
المزيد...
العصور الأدبيه