الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشاب الظريف >> إذَا بَعُدُوا وَافُوكَ أَسْرَى وإنْ دَنَوا >>
قصائدالشاب الظريف
إذَا بَعُدُوا وَافُوكَ أَسْرَى وإنْ دَنَوا
الشاب الظريف
- إذَا بَعُدُوا وَافُوكَ أَسْرَى وإنْ دَنَوا
- لغزوكَ وافتهُمُ قناً وصوارِمُ
- وَلاَ غَائِبٌ إلا أَتَى وَهْوَ تَائِبٌ
- وَلاَ قَادِمٌ إلا أَتَى وَهْوَ نادِمُ
- لأعناقهِمْ بالبيضِ منكَ معانقٌ
- لِغَيْرِ هَوًى فِيهِمْ وبِالسُّمْرِ لاثمُ
- تفتَّحَ منهم بالسُّيوفِ شقائقاً
- عَلَيْهَا الدُّرُوعُ الضَّافِياتُ كَمائِمُ
- بحربٍ تكونُ البيضُ مِنها بوارقاً
- نجيعهم فيها الغُيومُ السَّواجِمُ
- قتلهُم بالذُّعرِ حتَّى كأنَّما
- تُحَارِبُهُم فيهِ وأَنْتَ مُسَالِمُ
- وَقَدْ عَلِمَ الأَعْدَاءُ أَنّكَ إنْ تَقُمْ
- بِقائِمِ سَيْفٍ فَهوَ بالنَّصْرِ قائِمُ
- إذا رُمتُ أن ترقَى إلى المجدِ سُلَّماً
- صعدتَ إليهِ وصَعا وسلالِمُ
- وَحَفَّ بِكَ الجَيْشُ الذي بِكَ نَصْرُهُ
- ومِنكَ لهْ إقدامهُ والعزائِمُ
- وسارَ ببيدرٍ من سَنا وجهكَ الذي
- بهِ ظُلماتٌ تنجلي ومظالمُ
- عَلى الأعْوَجِياتِ العِتَاقِ التي لها
- حوافرُ للهاماتِ مِنها عَمائِمُ
- تمدُّ بها في السير أجيادُها التي
- كأنَّ لحى الأعداء فيها براجِمُ
- سِهَامٌ عَلَى مَثلِ السِّهَامِ تَبسَّمَتْ
- سيوفُهُم حيثُ الوجُوهُ سَواهِمُ
- وليس بِناجٍ مِنكَ جَانٍ بجرمِهِ
- إذا أعوزتهُ من يديك المَراحمُ
- يَكِرُّ بِمَا تَهْوى الجَديدانِ في الوَرَى
- وتسري بما ترضي الرِّيَّاح النَّواسِمُ
- وَتَحْتَقِرُ الفُرْسَانَ حَتَّى كأَنَّهُمْ
- وهم بهمٌ يوم الهياجِ بَهائِمُ
- وَتُعْطِي أَيادِيكَ التي يَدَكَ احْتَوَتْ
- ولو جمعت في راحَتَيكَ الأَقالِمُ
- كَأَنَّكَ أُمٌّ والأَنَامُ بِأَسْرِهِمْ
- يتامى وبعلٌ والأنامُ أَيائِمُ
- تَؤمُّ رِمَاحُ الخَطِّ بِيضَكَ في الوَغَى
- كما قابلت بيض الوُجُوه المعاصِمُ
- وتغِضِي عن الفحشاءِ لا عن جهالة ٍ
- ولكنْ لِمَعْنَى آثَرَتْهُ المَكَارِمُ
- وَلي مُدَحٌ بالَغْتُ فيها بَلاغَة ً
- وأَثْنَيْتُ فيها بالذي أَنَا عَالِمُ
- وَلي فيكَ آمالٌ عَلَيْكَ بُلُوغُها
- فلا دافعَ دُون الذي أنت حاكِمُ
- أَبْعَدَك يَحْوِي المَجْدُ مَنْ هُو فاخِرٌ
- وبعدي يقولُ الشِّعرَ مَنْ هُوَ ناظِمُ
- وإنَّ لِسَانِي ذو الفِقَارِ عَلِيُّهُ
- عُلاكَ فَمَنْ مِثْلِي وَمِثْلُكَ غَانِمُ
- أجر وأجزْ واعطف وأعطِ فَإِنَّما
- يَخُصُّ كَرِيماً بالنَّوالِ الأَكَارِمُ
المزيد...
العصور الأدبيه