الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أأخافُ صرفَ الدَّهرِ أمْ حدثانهِ >>
قصائدالشاب الظريف
أأخافُ صرفَ الدَّهرِ أمْ حدثانهِ
الشاب الظريف
- أأخافُ صرفَ الدَّهرِ أمْ حدثانهِ
- والدَّهرُ للمنصورِ بعضُ عبيدهِ
- مَلِكٌ نَداهُ فَكَّنِي وانْتَشَانِي
- مِنْ مِخْلَبيهِ وَمِنْ أَسَارِ قُيُودِهِ
- مَلِكٌ إذا حَدَّثْتَ عَنْ إحْسانِهِ
- حَدَّثْتَ عَنْ مُبْدِي النَّدَى وَمُعيدِهِ
- سَادَ المُلُوكَ بِفَضْلِهِ وَبِنَفْسِهِ
- والغُرَّ مِنْ آبائِهِ وجدُودهِ
- وإذا ترنَّمتِ الرُّواة ُ بمدحهِ
- وثنائه اهتزَّتْ معاطفُ جوده
- لأَبِي المَعَالِي رَاحَة ٌ وَكَّافَة ٌ
- كالغيثِ يومَ بروقِهِ ورُعُودهِ
- صبٌ بتحصيلِ الثَّناءِ وجمعهِ
- كَلِفٌ بِبَذْلِ المَالِ أَوْ تَبْدِيدِهِ
- مَا زَالَ يَشْمُلُ حَاسِدِيهِ نَوَالُهُ
- حَتَّى أَقَرَّ بِهِ لِسانُ حَسُودِهِ
- سَلْ عَفْوَهُ وَحُسَامُهُ في غِمدِهِ
- وحذارِ ثُمَّ حَذارِ من تجرِيدهِ
- يَغْشَى الوَغَى مُتَلَفِّعاً بِرِدَائِهِ
- ويَخُوضُهَا متسربلاً بحديدهِ
- فَتَرَى الشُّجَاعَ يَفِرُّ مِنْهُ مَهَابَة ً
- والموتُ بينَ لُهاتِهِ ووريدهِ
- يَتَقَهْقَرُ الجَيْشُ اللهامُ مَخَافَة ً
- مِنْهُ إذَا وَافَى أَمَامَ جُنُودِهِ
- وَتَعُودُ مُخْفقة َ الرَّجَاءِ عِدَاتُهُ
- وقلوبهَا خفاقة ٌ كبنُودِهِ
- في مَعْرَكٍ إنْ كُسِّرت فيهِ القَنَا
- وَصَلَ الحُسامُ رُكُوعَهُ بِسُجُودِهِ
- جَارَى الغَمَامَ فَفَاتَهُ بِنَوَالِهِ
- كَرماً وَفاقَ كَثيرَهُ بِزَهِيدِهِ
- والدِّينُ أَثَّلهُ وشَادَ منارَهُ
- حين اعتنى بحقوقِهِ وحُدودهِ
- والملكُ لمْ ينفكّ يُعملُ عَزمَهُ
- في نصرِ ظاهرِهِ ونُصحِ سعيده
- إنَّ المَنَايَا والأَمَانِي لَمْ تَزَلْ
- طَوْعاً لِسَابِقِ وَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ
- وأَرَى الحَيَاة َ لَذِيذَة ً بِحَيَاتِهِ
- وأرى الوجودَ مشرَّفاً بوجودهِ
- هَاجَرْتُ نَحْوَ مُحَمدٍ لَمَّا رَأَيْـ
- ـتُ العَالَمَ العُلْوِيَّ في تأْييدِهِ
- وثنيتُ أعناقَ القوافي نحوهُ
- وَنَظَمْتُ دُرَّ مَدائِحِي في جِيدِهِ
- وَنَظَرْتُ نُورَ جَلاَلِهِ وَوَرَدْتُ بَحْـ
- ـر نَوالِهِ ولبستُ وشيَ بُرُودِهِ
- وَمَلأْتُ عَيْنِي مِنْ مَحَاسِنه التي
- ملأتْ عُيونَ عَدُوِّهِ وحَسُودِهِ
- وَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْ أَجلِّ زَمَانِهِ
- قدراً وواحدِ عصرهِ وفريدهِ
- وأَفَدْتُ سَمْعِي مِنْ فُكَاهَة ِ مُمْتِع
- الألفَاظِ مَقْبُولِ الكَلاَمِ مُفِيدِهِ
- فصدرتُ عنْ صدقاتِ مشكورِ النَدَى َ
- والجُودِ مَشْكُورِ الفِعَالِ حَمِيدِهِ
- فلو أنني خُيَّرتُ منْ دهري المُنى
- لاخْتَرْتُ طُولَ بَقَائِهِ وَخُلُودِهِ
- يا آلَ أيوبٍ جزيتُمْ صالِحاً
- عَنْ مُحْسِنٍ مَدَحِ المُلُوكِ مُجيدهِ
- ونعمتمُ ما أفترّ عن ثغرِ الضُّحى
- صُبْحٌ وَما فَضَحَ الدُّجَى بِعَمُودِهِ
- يا أيها الملكُ الذي حَازَ العُلى
- فثنى عِنانَ الفكرِ عن تحدِيدِهِ
- أَمّا الزَّمانُ فأَنْتَ دُرَّة ُ عِقْدِهِ
- وسنانُ صعدتِهِ وبيتُ قصيدهِ
- والشِّعْرُ أَنْتَ أَحَقُّ مَنْ يَهْتَزُّ عِنْـ
- ـدَ سَماعِهِ وَيَمِيلُ عِنْدَ نَشيدِهِ
- فاسلمْ لِمُلكٍ بل لمجدِ أنتَ في
- تأْسِيسِهِ والله في تأْييدِهِ
المزيد...
العصور الأدبيه