الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> يُريكَ قوامَها الغصنُ الرطيبُ >>
قصائدالسري الرفاء
يُريكَ قوامَها الغصنُ الرطيبُ
السري الرفاء
- يُريكَ قوامَها الغصنُ الرطيبُ
- ولحظَ جفونِها الرشأُ الربيبُ
- غَداة َ بَدا لها خدٌّ أسيلٌ
- يُنَمنِمُ وشيَه كفٌّ خَضيبُ
- وأدناها من الصبِّ التنائي ؛
- كذاكَ الشمسُ يُدنيها الغروبُ
- فمن خدٍّ تخدِّدُه دموعٌ ؛
- ومن قلبٍ يُقلِّبُهُ حبيبُ
- بظبيٍ في الخيامِ له مُرادٌ
- وبدرٍ في الخدورِ له مَغيبُ
- فكم بَعُدَ الرقيبُفأسعفَتْني
- صروفُ الدهرِإذ بَعُدَ الرقيبُ
- بصبحٍ من محاسنِه تجلَّى ؛
- وليلٍ من ذوائبِه يذوبُ
- رويدَك أيُّها القلبُ المُعنَّى
- وقَصرُكَ أيُّها الدمعُ السَّكوبُ
- تناءى الجودُ حتى ليس يدنو
- وغابَ البِشرُ حتى ما يَؤبُ
- وآخِرَ حاذقٌ في الشِّعرِ طِبٌّ
- وقُدِّمَ سارقٌ فيه مُرِيبُ
- كبعضِ الصَّيدِ يُرزَقُ منه مُخطٍ
- ويُحرَمُ خيرَه الرامي المصيبُ
- سأُغرِبُ في الثناءِ على ابنِ فهدٍ
- فما هوفي الورى إلا غريبُ
- تألَّقَ والخطوبُ لها ظَلامٌ
- فأسفرَ والظَّلامُ له قُطوبُ
- وقد قَرِحَتْ على الجُودِ المآقي ؛
- وقد شُقَّتْ على الشِّعْرِ الجُيوبُ
- حُلِيٌّ من حِلَى الآدابِ يُغْني
- بحِليَتهِ وشيمَتِه الأديبُ
- إذا شيمَتْ بوارقُه استهلَّت
- سماءٌمن مواهبِهتصوَّبُ
- سَمَتْ بأبي الفوارس في المعالي
- ضرائبُ ما له فيها ضريبُ
- فَمِنْ حَزمٍ تَدينُ له الليالي ؛
- ومِنْ رأيٍ تَدِينُ به الغُيوبُ
- وزادَ الأَزْدَ مأثَرة ً فأمسَى
- لها من كلِّ مكرُمَة ٍ نَصيبُ
- منَحْتَ وليَّكَ النِّعَمَ اللواتي
- كفَتْه كلَّ نائبة ٍ تنوبُ
- وبُيِّنَ رَحْبُ صدرِكَ من خلالٍ
- يَضيق ُبوسْعِها الصَّدرُ الرَّحيبُ
- فلما راقَ ناظِرَة َ الليالي
- شبابُ الأُنسِ عاجلَه المَشيبُ
- متى يَثني إليه عِنانَ بِشْرٍ
- فتَثْني عنه أوجُهُها الخطوبُ
- فقد نشرَ الثَّناءَ عليك منه
- خطيبٌ ليس يُشْبِهُه خَطيبُ
- فسيَّرَ منه وَشْياً ليسَ يَبْلى
- وأطلعَ منه شَمْساً لا تَغيبُ
- وقد غرسَتْ يمينُك منه غَرْساً
- فصُنْهُ أن يُلِمَّ به شُحوبُ
- أَيقُرُبُ منك ذونَسَبٍ بعيدٍ
- ويبعُدُ مَنْ له نَسَبٌ قريبُ
- ومَدْحٍ فوَّقَتْه لك المعالي
- فجاء كأنه بُردٌ قَشيبُ
- إذا ما صافحَ الأسماعَ يوماً
- تبسَّمَتِ الضَّمائرُ والقلوبُ
- فمن حُسْنِ الصنائعِ فيه حُسْنٌ ؛
- ومن طيبِ المحامدِ فيه طيبُ
- وليسَ يَفُوحُ زَهرُ الرَّوضِ حتى
- تفتِّحَهُ شَمالٌ أوجَنوبُ
المزيد...
العصور الأدبيه