الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> أخلِقْ بعَاتبِ رُشدِه أن يَقدَما >>
قصائدالسري الرفاء
أخلِقْ بعَاتبِ رُشدِه أن يَقدَما
السري الرفاء
- أخلِقْ بعَاتبِ رُشدِه أن يَقدَما
- و بواصلٍ من غَيِّه أن يَصرِما
- و بما تساقطَ من ريادهِ مَشيبِه
- في حالِك الفَوْدَيْنِ أن يَتضرَّما
- مثَلَت له مِرآتُهفبكَىو كم
- مَثلَت له مِرآتُهفَتَبَسَّما
- لَحَظَ السَّوادَ مُودِّعاًفأنابَه
- نَعَساً ومالَ على البياضِ مُسلِّما
- ما كان أوَّلَ مَن رأَى حَرَمَ النُّهى
- فنضَا بهِ بُردَ الحَرامِ وأحرمَا
- أمَّا وحَلْيُ العَارضَينِ ثِقافُه
- فلنَحكُمُنَّ عليه أن يتَقوَّما
- كانَ الهَوى صُبحاً بليلِ شَبابه
- فدَجَى بإِصباحِ المَشيبِ وأظلَما
- و المَرءُ ما وجدَ الشبيبة َ واجدٌ
- مُثرٍفإن عَدِمَ الشبيبة َ أَعدَما
- ما راعَ أفئدة َ الدُمى بصدودِه
- عنهنَّإلا وهو من أَرَبِ الدُّمى
- هذي الخيامُو ذا العقيقُ ولن يُرى
- أبداً بأفنية ِ الخِيامِ مُخيِّما
- و لرُبَّ خيلِ بَطَالة ٍ خَلَّيتَها
- تطأُ الملامَة في الهوى واللُّوَّما
- و مُعَصفَرِ الخدِّ الأسيلِ صَبحتُه
- بمُعَصفرِ الناجودِ يَنضَحُ عَندَما
- و أغنَّ دَافعتُ الهَوى بوصالِه
- و شَقِيتُ في حُبِّيه كيما أنعَما
- يُنمَى العَفافُ إليَّ مُغترِباً كما
- يُنمى السماحُ إلى الأمير إذا انتمَى
- الآنَ جنَّبني الزمانُ أذاتَه
- و أعادَ لي بُؤسي الحوادثَ أَنعُما
- بأغرَّ يمنَحُني السَّبيكَ المُقتَنى
- كرَماًو أمنحُه الحَبيكَ المُعلَما
- و قَريبِ مَجنَى العُرفِ إلاّ أَنَّه
- تَرمي به الهِمَّاتُ أَبعدَ مُرتمَى
- تَعتَدُّ نَجدتَه عَدِيٌّ عُدَّة ً
- و تَخالُه صِيدُ الأَراقمِ أرقَما
- كالغَيثِ يُحيي إن هَمى والسيلُ يُردي
- إن طمَى والدهرُ يُصمي إن رَمَى
- شَتَّى الخِلالِ يروحُ إما سالباَ
- نِعَمَ العِدا قَسراًو إما مُنعِماً
- مثلُ الشِّهابِ أصابَ فجّاً معشِباً
- بحريقِهو أضاءَ فجّاً مُظلِماً
- أو كالغَمامِ الجَونِ إن بعثَ الحَيا
- أحياو إن بعثَ الصَّواعِقَ أضرَما
- أو كالحُسامِإذا تبسَّمَ مَتنُه
- عَبَسَ الرَّدى في حَدِّه فتجهَّما
- كَلِفٌ بِدُرِّ الحَمدِ يَبرُمُ سِلكَه
- حتَّى يُرى عِقداً عليه منظَّما
- و يُلِمُّ مِن شَعَثِ العُلى بشَمائلٍ
- أحلَى من اللّعَسِ المُمنَّع واللَّمَى
- و فصاحة ٍ لو أنَّه ناجَى بها
- سَحبانَ أو قُسَّ الفَصاحة ِ أفحَما
- لفظٌ يُريك بديعُه حَلْيَ الدُّمَى
- طَلقاًو نُوَّارَ الرُّبَا مُتبسِّما
- يُصغَى إليه مع الظَّمافكأنَّما
- يُسقَى به صَرفُ المُدامِ على الظَّما
- كم مطْلَبٍ قَصُرَتْ يدي عن نَيلِه
- فجعلتُه سبباً إليه وسُلَّما
- لولاه لم أمدُد بعارفة ٍ يداً
- تَندَىو لم أَفْغَرْ بقافية ٍ فَما
- لا يَخطُبنَّ إليَّ حَلْيَ مَدائحي
- أَحَدٌ فقد وجَدَ السِّوارُ المِعصمَا
- تلكَ المكارِمُ لا أرَى مُتأخِّراً
- أولى بها منهو لا مُتقدِّما
- عفوٌ أظلَّ ذوي الجرائمِ ظِلُّه
- حتَّى لقَد حسدَ المُطيعُ المُجرِما
- و ندى ً إذا استمطرتَ عارضَ مُزنِه
- حنَّ الحَيا الرِّبعيُّ فيه وأَرزَما
- وَ لرُبَّ يومٍ لا تزالُ جِيادُه
- تَطأُ الوَشيجَ مُخضِّباً ومُحطِّما
- معقودة ٌ غُررُ الجيادِ لنَقعِه
- وجُحولُها مما يخوضُ به الدِّما
- يلقاك من وَضَحِ الحديدِ مَوَضَّحاً
- طوراًو من رهَجِ السَّنابِك أدهَما
- و تُريك في عَبَثِ الصِّبا أياتُه
- طَيراً على أمواجِ بحرٍ حُوَّما
- أقدمتَ تَفترِسُ الفوارسَ جُرأة ً
- فيه وقد هاب الرَّدَى أن يُقدِما
- و النَّدبُ من لَقِيَ الأسنَّة َ سافراً
- و ثَنى الأعنَّة َ بالعَجاجِ مُلَثَّما
- إسلَم أبا الهيجاءِ للشرفِ الذي
- نَجَمَت عُلاك به فكانَت أنجُما
- وَ الْقَ الهَوى غضّاً بفِطرِكو المُنى
- مجموعة ً لكو السُّرورَ مُتمَّما
- حتى تُريك أبا العلاء خِلالُه
- كأبي العَلاءِ نجابة ً وتكرُّما
- قد كنتُ ألقَى الدهرَ أعزلَ حاسِراً
- فَلقِيتُه بكَ صائلاً مُستَلئِما
- ما عُذرُ من بَسطَتْ يمينُك كفَّه
- ألَّا ينالَ بها السُّها والمِرْزَما
- أنتَ السماءُ فَمَن جذبتَ بضَبعِه
- كان الورى أرضاًو كان لهم سَما
المزيد...
العصور الأدبيه