الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> أجانبُها حِذاراً لا اجتِنَابا >>
قصائدالسري الرفاء
أجانبُها حِذاراً لا اجتِنَابا
السري الرفاء
- أجانبُها حِذاراً لا اجتِنَابا
- وأعتِبُ كي تُنَازِعُني العِتابا
- وأبعُدُ خِيفَة َ الواشين عنها
- لكي أزدادَ في الحبِّ اقترابا
- وتأبى عبرتي إلا انسكابا
- وتأبى لوعتي إلا التهابا
- مرَرْنا بالعقيقِ فكم عقيقٍ
- ترقرقَ في محاجرِنافذابا
- ومن مغنى ً جعلنا الشوقَ فيه
- سؤالاً والدموع له جوابا
- وفي الكِلَلِ التي غابتْ شموسٌ
- إذا شَهِدَتْ ظلامَ الليلِ غابا
- حملْتُ لهنَّ أعباءَ التصابي
- ولم أَحمِلْ من السُّلوانِ عابا
- ولوبَعُدَتْ قِبابُكَ قابَ قوسٍ
- من الواشينَ حَيَّينا القِبابا
- نَصُدُّ عن العُذَيب وقد رأينا
- على ظَمإٍ ثناياكَ العِذابا
- تثنِّي البرقِ يُذكِرُنِي الثَّنايا
- على أثناءِ دجلة َ والشِّعابا
- فأياماً عَهِدْتُ بها التَّصابي
- وأوطاناً صَحِبْتُ بها الشَّبابا
- ولستُ أرى الإقامة َ في مَقامٍ
- يضُمُّ غرائبَ الحَمْدِ اغترابا
- وقد شغلَ النَّدى الألبابَ فيه
- فباتتْ تنظِمُ الكَلِمَ اللُّبابا
- رياضٌ كلما سُقِيَتْ سَحاباً
- بسيفِ الدولة ِ انتظرَت سَحابا
- رحيبُ الصَّدرِ يُنزِلُ آمليهِ
- من الأملاكِ أوسعَها رِحابا
- ومنشى عارضٍ يُذكي التهاباً
- على الآفاقِأويَهمي انسكابا
- يُلاقي الرَّاغبين ندَى يديه
- برَغبَتِه وإن كانوا رِغابا
- إذا انتهبَتْ صوارمُه بلاداً
- أعادَتْه مكارمُه نِهابا
- ربيبُ الحرب إن جرَّ العوالِي
- إلى الهيجاءِ راعَ بها ورابا
- تودَّدَها حديثَ السِّنِّ حتى
- أشابَ شَواتَها طعناً وشابا
- يَعُدُّ حياضَ غَمْرتها عِذاباً
- إذا ما عدَّها قومٌ عَذابا
- أَأَبناءَ الصليبِ تواعَدَتْكم
- قواضبُ تَنثُرُ الهامَ اقتضابا
- إذا طارَتْ مُرفرفة ً عليه
- عِقابُ الجيشفانتظروا العِقابا
- وإن حسرَ الضريبُ مُلاءَتَيْه
- عن الدَّربينفارتقبوا الضِّرابا
- فقد عاق الشتاءُ الحَيْنَ عنكم
- وعنه الحربَ فيه والحِرابا
- سيُرضي اللّهَ ذوسخَطٍ عليكم
- يقودُ إليكم الأُسْدَ الغِضابا
- تقلَّبَ في بلادِ الرومِ حتى
- أمالَ عروشَهم فيها انقلابا
- كأنَّ الجوَّ لما انقضَّ فيها
- أطالَ عليهم منه شِهابا
- فلم يَثْنِ القَنا الخَطى حتى
- أقادَ بكل ما كَعَبَ كَعَابا
- ويومَ البَرقَموشِ كأنّ برقاً
- تألَّقَ بالحُتوفِ له فصَابا
- سموتَ له وبحرُ الموتِ سامٍ
- فلما عبَّ فَرَّجْتَ العُبابا
- بِذَبٍّ عن حريمِ اللّه أربَى
- فلم تترُكْ لذي شُطَبٍ ذُبابا
- سَلِمْتَ لبيضة ِ الإسلامِ ترمي
- مراميَها انصلاتاً وانتدابا
- وعادَ عليك عيدُك ما توارى
- جبينُ الشمسِ أوخَرَقَ الحِجابا
- وخُذْها كالتهابِ الحَلْيِ تُغْنِي
- عن المِصباحِ في اللَّيلِ التِهابا
- مُشَعْشَعَة ً كأنَّ الطَّبعَ أَجرى
- على صَفَحاتِها الذَّهبَ المُذابا
- يَكُرُّ لها العَيِيُّ الفكرِ حَوْلاً
- ويكبودونَ غايتِهاانكبابا
- كذاكَ العَيرُ إن ما احتُثَّ يوماً
- ليدخُلَ في غُبار الطِّرْفِ خابا
المزيد...
العصور الأدبيه