الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> إذا السَّحابُ حَداه البرقُ مَجْنُوبا >>
قصائدالسري الرفاء
إذا السَّحابُ حَداه البرقُ مَجْنُوبا
السري الرفاء
- إذا السَّحابُ حَداه البرقُ مَجْنُوبا
- و حَثَّ منه وَميضُ البرقِ شُؤْبُوبا
- و حنَّ حتى أجابَ النَّبْتَ حَنَّتَه
- كأنه مُذكِرٌ أشجانَها النِّيبا
- و حمَّلَ الريحَ حِمْلاً لا كِفاءَ له
- يُعيدُ مَنكِبَه بالثِّقْلِ مَنكوبا
- و سارَ جَحفلُه في الجوِّ وانتشرَتْ
- أعلامُهفحَباها البرقُ تَذهيبا
- و خِيلَبينَ ضِرامٍ ساطعٍ وَحَيَاً
- أبو الفوارسِ مَرجُوّاً ومَرهوبا
- فجاد حَيّاً أُرَوِّي في زيارتِهم
- خوفاً وظنّاً أُوَرِّي عنه تغييبا
- و إن حَمى البينُ عَذْباً من موارِده
- إلا خيالاً يَزيدُ القلبَ تَعذيبا
- و ربَّما جَنَّبتْ ريحُ الجنوبِ حَياً
- رَدَّ الجَوى فيه حتى عادَ مَربوبا
- و شبَّ لي في سوادِ الليل بارقُه
- فخِلْتُه في سوادِ القَلبِ مَشبوبا
- أقولُ والرّيحُ تَثْني من أعِنَّتِه
- على الثَّنِيَّة ِ أَلاَّ رُحْتَ مَسلوبا
- أرضٌإذا نُسِجَتْ فيها مَطارِفُها
- زادَتْ لطِيبِ الثَّرى أطرافُها طِيبا
- لا تستغيثُ إلى الأنواءِ تُربتُها
- إذا استغاثَ إليها التَّرْبُ مَكروبا
- دَساكِرٌو رياضٌ حينَ ساعدَني
- دِينُ البَطالَة ِ كانت لي محاريبا
- و ما تَنَمَّرَ جِلبابُ الغَمامِ بها
- إلا كسا الرَّوْضَ من نَهرٍ جَلابيبا
- كأنما الغيثُمُرفَضّاً بعَقوتِها
- نُعْمى الأميرإذا ارفَضَّتْ شآبيبا
- الواهبِ النفْسَ للأرماحِ في نَشَبٍ
- يُعيدُهُ في طِلابِ الحَمْدِ مَوهوبا
- بينا تراه وأسلابُ الملوكِ له
- رأيْتُه بسِجالِ العُرفِ مَسلوبا
- كالغيثِ يَبسِمُ للرُّوَّادِ بارِقُه
- و ربَّما عادَ في الأعداءِ أُلْهُوبا
- أقامَ للرِّفْدِ سُوقاً من مَكارِمِه
- يُضحي الثَّناءُ إليهاالدَّهرَمَجلوبا
- و دَرَّتِ الجُودَ وَعْداً صادقاً يَدُه
- و كان ظَنّاً على الأياتمِ مَكذوبا
- حِلمٌ ومَكرُمَة ٌما دارَ بينَهما
- إلا أراكَ هِضاباًأو أهاضيبا
- يُقابلُ الخَصْمُ منه مَنْطِقاً ذَرِباً
- و القِرْنُ أزرقَ ماضي الحدِّ مَذْرُوبا
- أَغَرُّ لا تَخْضِبُ الصَّهباءُ راحتَه
- حتى يَرُدَّ القَنا رَيَّانَ مَخضوبا
- أقولُ للمُبتغي إدراكَ سُؤدُدِهِ
- خَفِّضْ عليكَ فليسَ النجمُ مطلوبا
- إنْ تسألِ السِّلمَ تَسْلَمْ من صَوارِمِه
- أو تُؤثِرِ الحربَ تَرجِعْ عنه مَحروبا
- كم من جَبينٍ أنارَ السيفُ صفحتَه
- فعادَ طِرْساً بحدِّ السَّيفِ مَكتوبا
- و كم له في الوغى من طَعنة ٍ قتلَتْ
- عِداهأو نثَرت رُمحاً أنابيبا
- قومٌ إذا جَرَّدوا البِيضَ الرِّقاقَ حوَوْا
- جُردَ الصَّواهلِ والبِيضَ الرَّعابيبا
- بَادُونَ للعِزِّ يَبدو ضَوءُ نارِهِمُ
- لَيلاً إذا باتَ ضَوءُ البرقِ مَحجوبا
- يُعِدُّ من تَغلِبَ صِيداً غَطارِفَة ً
- أَضحى مُغالِبُهُم في الحربِ مَغلوبا
- أَرسَوا قِبابَهم في البرِّو اتَّخذوا
- سُوراً عليه من الأَرماحِ مَضروبا
- إليكَوافَتْ بنا الآمالُ مُهدِية ً
- دُرَاً إلى لُجَجِ الأَفكارِ مَنسوبا
- من كلّ ِمَخدومة ِ الألفاظِ خادمة ٍ
- على نَفاسَتِها الغُرَّ المَنا جيبا
- و كم لأفكارِنا من سِلْكِ قافية ٍ
- أصابَ دُرَّ مَساعٍ منك مَثقوبا
المزيد...
العصور الأدبيه