الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> أُسَلِّمُ للأَيَّامِ أَم لا أُسَلِّمُ >>
قصائدالسري الرفاء
أُسَلِّمُ للأَيَّامِ أَم لا أُسَلِّمُ
السري الرفاء
- أُسَلِّمُ للأَيَّامِ أَم لا أُسَلِّمُ
- و أَحمِلُ ظُلْمَ الدَّهْرِ أَمْ أتظَلَّمُ
- بَكَيتُ على شِعْرٍ أُصيبَ كما بكى
- على مالكٍ لمَّا أُصيبَ مُتَمِّمُ
- تَعزَّيْتُ عن نَيْلِ الثَّراءِ بِفَضْلِهِ
- و ما مُعْدِمٌأثرى من الفَضْلِ مُعْدِمُ
- أُجانِبُ فيه لذَّتي ومَكاسبي
- و أهجُرُ فيه النَّومَو الناسُ نُوَّمُ
- إذا ما المعاني أَومَضَتْ لي بُروقٌها
- و ساعَدَها وَشْيُ الكَلامِ المُنَمنَمُ
- رَأَيْتُ التهابَ الحَلْيِ في جِيدِ غادَة ٍ
- تَرائِبُها من تَحتِهِ تَتَبَسَّمُ
- نِظامٌ منَ السِّحْرِ الحلالِ مُخَيِّلٌ
- لِسامِعِه أنَّ الكَواكِبَ تُنظَمُ
- فَلمَّا اغتَدَى كالسَّيفِ أَخلَصَ صَيْقَلٌ
- ظُباهو كالرُّمْحِ انتحاه مُقَوِّمُ
- و عاذَتْ برّيَّاه النُّفوسُ كأنَّه
- نَسيمٌ على أيدي الصَّبا يُتَنَسَّمُ
- تَحلَّى به قَوْمٌ سِوايَفكذَّبوا
- و هل يَلِدُ الشُّهْبَ اللوابج أدهَمُ
- و شُنَّتْ عليه للمَجانينِ غارة ٌ
- فأصبحَ نَهباً بينَهم يُتَقَسَّمُ
- هي الغارَة ُ العُظمى التي بسيوفِها
- أُبيحَ حِمى الآدابِو هو مُحرَّمُ
- أرى الجَوْرَ قد عَمَّ الأنامَ بأَسْرِهِمْ
- فلا عَدْلَ إلا للظُّبا حينَ تَحكُمُ
- أَيُدْفَعُ عن حَلْيِ البَلاغَة ِ مُعْرِبٌ
- و يَرْفُلُ في وَشْيِ الفَصاحة ِ أَعْجَمُ
- هوَ النَّقَدُ المسلوبُ من غارَة ِ الوَغَى
- و لكنَّهُ في غارَة ِ الشعرِ ضَيْغَمُ
- يَفوتُ الحديدُ النَّابِ والظِّفرِ إن سَطا
- فما ضَرَّه إن راحَ وهو مُقَلَّمُ
- دَعُوا الأنْجُمَ الزُّهْرَ التي أَعجَزَتْكُمُ
- لمَطْلِعِها ما دامَ للشعرِ أنجُمُ
- و لا تُحْفِظُوا رَبَّ الحِفاظِ لأنَّه
- حَلَتْ لكُمُ أخلاقُه وهو عَلْقَمُ
- يَمُجُّ لكم شهدَ الكَلامِ لِسانُه
- و ما مَجَّ يَوماً قبلَه الشَّهْدَ أَرقَمُ
- رَدَدْتُ سِهامَ الذَّمِّ عنكم مُذَمَّماً
- و بعضُ قوافي الشِّعْرِ سَهْمٌ مُسَمَّمُ
- رَأيتُكُمُ مَوتَى فكَفْكَفْتُ غَربَها
- و هل ناظرَ الأمواتِ حينَ تَكَلَّم
- و إن تَسْأَلوني قَطرة ً من مَحاسنٍ
- فحَوضيَ من ماءِ المحاسنِ مُفعَمُ
المزيد...
العصور الأدبيه