الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> أنّى يعودُ من الصَّبابة ِ مُفْرِقا >>
قصائدالسري الرفاء
أنّى يعودُ من الصَّبابة ِ مُفْرِقا
السري الرفاء
- أنّى يعودُ من الصَّبابة ِ مُفْرِقا
- و لِقاؤُهُم للبَيْنِ غَادَرَهُ لَقَا
- لم تَعتَرِضْ غِزلانُهُم يَومَ النَّقا
- إلا لكي يُخْجِلْنَ غِزلانَ النَّقا
- رَفَعُوا القِبابَو فُرِّقَتْ أَظعانُهم
- فِرَقاًأَمَرْنَ الصَّبرَ أن يتفرَّقَا
- و وراءَهُم دَمعٌإذا أوطأتُه
- يَوْمَ النَّوى عُنْقَ التَّجَلُّدِ أعنَقا
- هُنَّ الحَيا حَرَمَ الغَميمَ غَمامُه
- و سَرَتْ بَوارِقُه يَجُدْنَ الأبْرَقا
- لم يَغْنَ من تلكَ المَحاسنِ مَنْزِلٌ
- إلا تَقاضاه الفِراقُفأملَقا
- تَرْقا الدُّموعُو لي على آثارهم
- دَمْعٌ رَقاه العاذلون فما رَقا
- لا أَحسِبُ الأَجفانَ يَلقَى بَعْضُها
- بَعْضاًإذا كانَ الفِراقُ المُلتَقى
- أَشقيقَة َ الجِزْعَيْنِأيَّة ُ لَوْعَة ٍ
- عُجْنا عليكِغَداة َ عُجْنا الأينقا
- منحَتْكِ أنفاسُ الصِّبا ما استُودِعَتْ
- و سَقاكِ رَقراقُ الحَيا ما رَوَّقا
- أَيشوقُني طَرَبُ الشَّبابِو إنَّما
- شَغَفُ الهِلالِ بحيثُ تمَّ وأشرَقا
- و العُودُ ليسَ يُعَدُّ تِرْباً مَوْطِناً
- إلاّ إذا ما اهتَزَّ فيه وأَوْرَقا
- و لقَد وَصَلْتُ إلى الجَوادِ مُغَرِّباً
- من بعدِ ما خُضْتُ اللِّئامَ مُشَرِّقا
- و زَجَرْتُ أمثالَ الأَهِلَّة ِ بل تَرى
- أجرامَهُنَّ من الأَهِلَّة ِ أمحَقا
- و خَلَعْتُ جِلبابَ الظَّلامِ مُمَسَّكاً
- و لَبِسْتُ جِلبابَ الصَّباحِ مُخَلَّقا
- فالآنَ ناضَلْتُ الخُطوبَ بصائبٍ
- يُصْميو كم ناضلتُهُنَّ بأَفوَقا
- و رأيتُ سيفَ الدولة ِ السيفَ الذي
- يَزدادُ في ظُلَمِ الكَريهَة ِ رَوْنَقا
- أوفى فكان مُحَلِّقاًو مضى فكا
- نَ مُزَلِّقاًوسَطا فكانَ مُحرِّقا
- مُتَبَسِّمٌ يَنْهَلُّ في استهلالِه
- ماءُ الحياة ِفإن تَلَهَّبَ أصعَقا
- نالَتْ يَداهُ أَقاصيَ المجدِ الذي
- بَسَطَ الحَسودُ إليه باعاً ضَيِّقا
- أَعَدُوَّههل للسِّماكِ جريرَة ٌ
- في أنْ دنَوْتَ من الحضيضِ وحلَّقا
- أَم هل لمُمْتلىء ِ اليَدَيْنِ منَ العُلا
- ذَنْبٌإذا ما كنتَ منها مُملِقا
- صَبْراًفلستَ تنالُ أدنَى سَعْيِه
- إلاّ إذا نِلْتَ الصَّبيرَ المُبرِقا
- عَذُبَتْ بِصَفْوِ المَكرُماتِ صِفاتُه
- فأتى خليقاً بالمكارمِ أخلَقا
- في جمرة ِ الحَسَبِ التي لا تُصطَلى
- و ذُؤابَة ِ الشَّرَفِ التي لا تُرتَقى
- يدنو إلى الأملِ البعيدِ بهمَّة ٍ
- تغتالُ أبعدَ مِن مَداه وأسحَقا
- فحَذارِ من لَحْظِ الشُّجاعِإذا رَنا؛
- و حَذارِ من عَزَماتِه إن أطرَقا
- ركَزَ الرِّماحَ على الثُّغورِفأصبحَت
- سُوراً على تلك الفِجاجِ وخَندَقا
- مستيقظاً لو رُنِّقَتْ أجفانُه
- عن مَشربِ الأيامِ عادَ مُرنَّقا
- لم يَسْرِ عارِضُه إلى أعدائِه
- إلا ليُمطِرَهم دَماً متدفِّقا
- حَرَقَتْ سَراياه الدُّروبَكأنَّها
- بحرٌ تَدافَعَ مَوجُهفتخرَّقا
- حتّى أباحَ حريمَهملا ظالماً
- وَ حَنَا على أبكارِهِمْ لا مُشفِقا
- رفعَ القَنا عن حِملِ هامِ ملوكِهِم
- فغَدا وراحَ على الخَليجِ مفلِّقا
- في كلِّ أُفقٍ منه سَهْمُ مَنِيَّة ٍ
- يَرنُو إلى كَبِدِ العدوِّ مُفوَّقا
- خَيلٌتُمَزِّقُ كلَّ يَوْمٍ مأزِقاً
- و ظُباً تُفَلِّقُ كُلَّ يَومٍ فَيلَقا
- إِسْعَدْ بعيدِك والقَ ما تَهوى به
- و لْيَلْقَ مَنْ عاداكَ خَطْباً مُوبِقا
- نَحرٌ نَحَرتَ البُدْنَ فيه مُسَدَّداً
- و فَتَكْتَ بالأعداءِ فيه مُوفَّقا
- دَمَيانِ ما تاقَ الشُّجاعُ إليهما
- إلا إذا خَلَطَ الشَّجاعَة َ بالتُّقى
- حمَّلْتَني نِعَماً شَرُفْتُ بحَملِها
- فإذا نَطقْتُ بها نطقْتُ مُصَدَّقا
- لا تَفْصِمُ الأيامُ طوقيإنني
- أصبحتُ بالإحسانِ منكَ مُطوَّقا
المزيد...
العصور الأدبيه