قصائدالبوصيري



بِمَدْحِ المصطفى تَحيا القلوبُ
البوصيري



  • بِمَدْحِ المصطفى تَحيا القلوبُ

  • وتُغْتَفَرُ الخطايا والذُّنُوبُ

  • وأرجو أن أعيشَ بهِ سعيداً

  • وَألقاهُ وَليس عَلَيّ حُوبُ

  • نبي كامل الأوصافِ تمت

  • محاسنه فقيل له الحبيبُ

  • يُفَرِّجُ ذِكْرُهُ الكُرُباتِ عنا

  • إذا نَزَلَتْ بساحَتِنا الكُروبُ

  • مدائحُه تَزِيدُ القَلْبَ شَوْقاً

  • إليه كأنها حَلْيٌ وَطيبُ

  • وأذكرهُ وليلُ الخطبِ داجٍ

  • عَلَيَّ فَتَنْجلِي عني الخُطوبُ

  • وَصَفْتُ شمائلاً منه حِساناً

  • فما أدري أمدحٌ أمْ نسيبُ

  • وَمَنْ لي أنْ أرى منه محَيًّاً

  • يُسَرُّ بحسنِهِ القلْبُ الكئِيبُ

  • كأنَّ حديثَه زَهْرٌ نَضِيرٌ

  • وحاملَ زهرهِ غصنٌ رطيبُ

  • ولي طرفٌ لمرآهُ مشوقٌ

  • وَلِي قلب لِذِكْراهُ طَروبُ

  • تبوأ قاب قوسين اختصاصاً

  • ولا واشٍ هناك ولا رقيبُ

  • مناصبهُ السنيّة ليس فيها

  • لإنسانٍ وَلاَ مَلَكٍ نَصِيبُ

  • رَحِيبُ الصَّدْرِ ضاقَ الكَوْنُ عما

  • تَضَمَّنَ ذلك الصَّدْرُ الرحيبُ

  • يجدد في قعودٍ أو قيامٍ

  • له شوقي المدرس والخطيبُ

  • على قدرٍ يمد الناس علماً

  • كما يُعْطِيك أدْوِيَة ً طبيبُ

  • وَتَسْتَهْدِي القلوبُ النُّورَ منه

  • كما استهدى من البحر القليبُ

  • بدت للناس منه شموسُ علمٍ

  • طَوالِعَ ما تَزُولُ وَلا تَغِيبُ

  • وألهمنا به التقوى فشقتْ

  • لنا عمَّا أكَنَّتْهُ الغُيُوبُ

  • خلائِقُهُ مَوَاهِبُ دُونَ كَسْبٍ

  • وشَتَّانَ المَوَاهِبُ والكُسُوبُ

  • مهذبة ٌ بنور الله ليست

  • كأخلاق يهذبها اللبيبُ

  • وَآدابُ النُّبُوَّة ِ مُعجزاتٌ

  • فكيف يَنالُها الرجُلُ الأديبُ

  • أَبْيَنَ مِنَ الطِّباعِ دَماً وَفَرْثاً

  • وجاءت مثلَ ما جاء الحليبُ

  • سَمِعْنا الوَحْيَ مِنْ فِيه صريحاً

  • كغادية عزاليها تصوبُ

  • فلا قَوْلٌ وَلا عَمَلٌ لَدَيْها

  • بفاحِشَة ٍ وَلا بِهَوى ً مَشُوبُ

  • وَبالأهواءُ تَخْتَلِفُ المساعي

  • وتَفْتَرِق المذاهب وَالشُّعوبُ

  • ولما صار ذاك الغيث سيلاً

  • علاهُ من الثرى الزبدُالغريبُ

  • فلاتنسبْ لقول الله ريباً

  • فما في قولِ رَبِّك ما يَرِيبُ

  • فإن تَخُلُقْ لهُ الأعداءُ عَيْباً

  • فَقَوْلُ العَائِبِينَ هو المَعيبُ

  • فَخالِفْ أُمَّتَيْ موسى وَعيسى

  • فما فيهم لخالقه منيبُ

  • فَقَوْمٌ منهم فُتِنُوا بِعِجْلٍ

  • وَقَوْماً منهمْ فَتَنَ الصَّليبُ

  • وَأحبارٌ تَقُولُ لَهُ شَبِيهٌ

  • وَرُهْبَانٌ تَقُولُ لَهُ ضَرِيبُ

  • وَإنَّ محمداً لرَسولُ حَقٍّ

  • حسيبٌ فينبوته نسيبُ

  • أمين صادقٌ برٌّ تقيٌّ

  • عليمٌ ماجِدٌ هادٍ وَهُوبُ

  • يريك على الرضا والسخط وجهاً

  • تَرُوقُ به البَشَاشَة ُ وَالقُطوبُ

  • يُضِيءُ بِوَجْهِهِ المِحْرابُ لَيْلاً

  • وَتُظْلِمُ في النهارِ به الحُروبُ

  • تقدمَ من تقدمَ من نببيٍّ

  • نماهُ وهكذا البطلُ النجيبُ

  • وصَدَّقَهُ وحَكَّمَهُ صَبِيّاً

  • من الكفار شبانٌ وشيبُ

  • فلما جاءَهم بالحقِّ صَدُّوا

  • وصد أولئك العجب العجيبُ

  • شريعتُهُ صراطٌ مُستقيمٌ

  • فليس يمسنا فيها لغوبُ

  • عليك بها فإن لها كتاباً

  • عليه تحسد الحدق القلوبُ

  • ينوب لها عن الكتب المواضي

  • وليست عنه في حال تنوبُ

  • ألم تره ينادي بالتحدي

  • عن الحسن البديعِ به جيوبُ

  • وَدَانَ البَدْرُ مُنْشَقّاً إليه

  • وأفْصَحَ ناطِقاً عَيْرٌ وَذِيبُ

  • وجذع النخلِ حنَّ حنينَ ثكلى

  • لهُ فأَجابهُ نِعْمَ المُجِيبُ

  • وَقد سَجَدَتْ لهُ أغصانُ سَرْحٍ

  • فلِمَ لا يؤْمِنُ الظَّبْيُّ الرَّبيبُ

  • وكم من دعوة في المحلِ منها

  • رَبَتْ وَاهْتَزَّتِ الأرضُ الجَدِيبُ

  • وَروَّى عَسْكراً بحلِيبِ شاة ٍ

  • فعاودهم به العيش الخصيبُ

  • ومخبولٌ أتاهُ فثاب عقلٌ

  • إليه ولم نخلهُ له يثوب

  • وما ماءٌ تلقى وهو ملحٌ

  • أُجاجٌ طَعْمُهُ إلاّ يَطِيبُ

  • وعينٌ فارقَتْ نظراً فعادت

  • كما كانت وردّ لها السليبُ

  • ومَيْتٌ مُؤذِنٌ بِفِراقِ رُوحٍ

  • أقام وسرِّيَتْ عنه شعوبُ

  • وثَغْرُ مُعَمِّرٍ عُمراً طويلاً

  • تُوفي وهو منضودٌ شنيب

  • ونخلٌ أثمرتْ في دون عامٍ

  • فغارَ بها على القنوِ العسيبُ

  • ووفى منه سلمانٌ ديوناً

  • عليه ما يوفيها جريب

  • وجردَ من جريدِ النخلِ سيفاً

  • فقيل بذاك للسيفِ القضيب

  • وهَزَّ ثَبِيرُ عِطْفَيْهِ سُروراً

  • به كالغصنِ هبتهُ الجنوبُ

  • ورَدَّ الفيلَ والأحزابَ طَيْرٌ

  • وريحٌ مايطاقُ لها هبوبُ

  • وفارسُ خانها ماءٌ ونارٌ

  • فغيِضَ الماءُ وانطفَأَ اللَّهيبُ

  • وَقد هَزَّ الحسامَ عليه عادٍ

  • بِيَومٍ نَوْمُه فيه هُبوبُ

  • فقام المصطفى بالسيفِ يسطو

  • على الساطي به وله وثوبُ

  • وريعَ له أبو جهلٍ بفحلٍ

  • ينوبُ عن الهزبرِله نيوبُ

  • وشهبٌ أرسلتْ حرساً فخطتْ

  • على طرسِ الظلامِ بها شطوبُ

  • ولم أرَ معجزاتٍ مثل ذكرٍ

  • إليه كلُّ ذِي لُبٍّ يُنِيبُ

  • وما آياته تحصى بعدٍّ

  • فَيُدْرِكَ شَأْوَها مني طَلوبُ

  • طفقتُ أ‘دُّ منها موجَ بحرٍ

  • وَقَطْراً غَيْثُهُ أَبداً يَصُوبُ

  • يَجُودُ سَحابُهُنَّ وَلا انْقِشَاعٌ

  • وَيَزْخَرُ بَحْرُهُنَّ ولا نُضُوبُ

  • فراقك من بوارقها وميضٌ

  • وشاقك من جواهرها رسوبُ

  • هدانا للإله بها نبيٌّ

  • فضائله إذا تحكى ضروبُ

  • وأَخبَرَ تابِعِيِه بِغائِباتٍ

  • وليس بكائن عنه مَغيبُ

  • ولا كتبَ الكتابَ ولا تلاه

  • فيلحدَ في رسالته المريبُ

  • وقد نالوا على الأمم المواضي

  • به شرفاً فكلهم حسيبُ

  • وما كأميرِنا فيهم أميرٌ

  • ولا كنقِيبنا لهمُ نقيبُ

  • كأن عليمنا لهم نبيٌّ

  • لدعوتِهِ الخلائقُ تستجيبُ

  • وقد كتبتْ علينا واجباتٌ

  • أشَدُّ عليهمُ منها النُّدوبُ

  • وما تتضاعفُ الأغلالُ إلاَّ

  • إذا قستِ الرقابُ أو القلوبُ

  • ولما قيلَ للكفارِ خُشْبٌ

  • تحكَّمَ فيهم السيفُ الخشيبُ

  • حَكَوْا في ضَرْبِ أمثلة ٍ حَمِيراً

  • فوَاحِدُنا لألْفِهِمُ ضَرُوبُ

  • وما علماؤنا إلا سيوفٌ

  • مواضٍ لاتفلُّ لها غروبُ

  • سَراة ٌ لم يَقُلْ منهم سَرِيُّ

  • لِيَومِ كَرِيهَة ٍ يَوْمٌ عَصِيبُ

  • ولم يفتنهمُ ماءٌ نميرٌ

  • من الدنيا ولا مرعى ً خصيبُ

  • ولم تغمضْ لهم ليلاً جفونٌ

  • ولا ألفتْ مضاجعها جنوبُ

  • يشوقكَ منهم كل ابنِ هيجا

  • على اللأواء محبوبٌ مهيبُ

  • له مِنْ نَقْعِها طَرْفٌ كَحِيلٌ

  • ومِنْ دَمِ أُسْدِها كَفٌّ خَضِيبُ

  • وتنهالُ الكتائبُ حين يهوى

  • إليها مثلَ ما انهال الكثيبُ

  • على طرق القنا للموتِ منه

  • إلى مهجِ العدا أبداً دبيبُ

  • يُقَصِّدُ في العِدا سُمْرَ العَوالي

  • فيَرْجِعُ وهْوَ مسلوبٌ سَلوبُ

  • ذوابلُ كالعقودِ لها اطرادٌ

  • فليس يشوقها إلا التريبُ

  • يخرُّ لرمحهِ الرُّوميُّ أني

  • تيقنَ أنه العودُ الصليبُ

  • ويَخْضِبُ سَيفَهُ بِدَمِ النَّواصي

  • مخافة َ أن يقالَ به مشيبُ

  • له في الليل دمعٌ ليس يرقا

  • وقلبٌ ما يَغِبُّ له وجِيبُ

  • رسول الله دعوة َ مستقيلٍ

  • من التقصيرِ خاطرهُ هبوبُ

  • تعذَّر في المشيبِ وكان عياً

  • وبُردُ شبابه ضافٍ قشيبُ

  • ولا عَتْب على مَنْ قامَ يَجْلو

  • محاسِنَ لا تُرَى معها عيوبُ

  • دعاك لكلِّ مُعْضِلة ٍ أَلَّمتْ

  • به ولكلِّ نائبة ٍ تَنُوبُ

  • وللذَّنْبِ الذي ضاقَتْ عليه

  • به الدنيا وجانبُها رَحيبُ

  • يراقبُ منه ما كسبت يداه

  • فيبكيه كما يبكي الرقوبُ

  • وأني يهتدي للرشدِ عاصٍ

  • لغاربِ كل معصية ٍ ركوبُ

  • يَتُوبُ لسانُهُ عَنْ كلِّ ذَنْبٍ

  • وَلم يَرَ قلبَهُ منه يَتُوبُ

  • تقاضتهُ مواهبكَ امتداحاً

  • وَأوْلَى الناسِ بالمَدْحِ الوَهوبُ

  • وأغراني به داعي اقتراحٍ

  • عليَّ لأمرهِ أبداً وجوبُ

  • فقلتُ لِمَنْ يَحُضُّ عَلَى َّ فيه

  • لعلَّكَ في هواهُ لي نَسيبُ

  • دَلَلْتَ عَلَى الهَوَى قلبي فَسَهْمي

  • وَسَهْمُكَ في الهَوَى كلٌّ مُصيبُ

  • لجودِ المصطفى مُدَّت يدانا

  • وما مدتْ له أيدٍ تخيبُ

  • شفاعَتهُ لنا ولكلِّ عاصٍ

  • بقدرِ ذنوبه منها ذنوبُ

  • هُوَ الغَيْثُ السَّكُوبُ نَدًى وَعِلْماً

  • جَهِلْتُ وما هُوَ الغَيْثُ السَّكوبُ

  • صلاة ُ الله ما سارت سَحابٌ

  • عليه ومارسا وثوى عسيبُ



أعمال أخرى البوصيري



المزيد...

العصور الأدبيه

اغرب الرياضات في العالم لم تسمع عنها من قبل !

اغرب الرياضات في العالم لم تسمع عنها من قبل !



أهم 12 نصيحه عند شراء شقتك بالتقسيط