الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> يامَنْ جلا دهْرُنا دُجاهُ بهِ >>
قصائدابن الرومي
يامَنْ جلا دهْرُنا دُجاهُ بهِ
ابن الرومي
- يامَنْ جلا دهْرُنا دُجاهُ بهِ
- وعَنْ تباشيرِ وجْهِهِ ضَحكا
- ومَنْ به رُدَّ سِتر عَوْرته
- من بعد ماكان ستْرها هُتِكا
- ومَنْ إذا حُجَّة ٌ مُجَلَّيَة ٌ
- لاحت لعينيه لم يكن محِكا
- ومن أبَى اللَّهُ أن نُرى أبداً
- بِعرْضِهِ في مَذمَّة ٍ معكا
- أستودعُ اللَّه حُسْنَ رأيِكَ في
- عَبْدٍ تلافيته وقَدْ هلكا
- يغيبُ إن غاب والنصيحة ُ والوِدْ
- دُ رفيقاه حيثُما سَلكا
- طافتْ به علة ٌ فعالجها
- فاعْتركَتْ والعلاجُ مُعْتركا
- وقد أناخَتْ به مُماطلة ً
- فقد صغا من مطالها وبكى
- وخوفُه العَتْبَ منكَ يُفْرِشُهُ
- جرر الغضا ليله أو الحَسَكَا
- وحقهُ أن تكونَ تُؤْمِنْه
- منْ كلّ شيءٍ يخافهُ الدَّركا
- وإنَّ إخلالَه ليَكرُثُهُ
- لكنَّ عَوْداً بعينه بركا
- وهو يرجِّي بيُمن وجهِك ذي اليُم
- نِ قديماً أن يقطع الشَّركا
- يُمن إذا مَسَّ ذا الوقود خَبا
- عَفْواً وإن مَسَّ ذا الخمود ذكا
- كم ساقَ مِنْ صحة ٍ وعافية ٍ
- إلى شديدٍ ضناهُ قد نُهكا
- حتى استقلَّتْ به قُواهُ كما
- كان وأضحَى سكُونُهُ حَركا
- وكلُّ جارٍ غدوتَ تَعْصِمُه
- فليس ذاكَ الحريمُ منهكا
- وعبدُك العبدُ لا يُخلّفه
- عن حظّه غيرَ ما نثاه لكا
- فأْذنْ له في علاج علَّته
- واقبلْ من العُذْر ما نثا وحكى
- أولافَهَبني اعتذرتُ معذرة ً
- أفِكتُ فيها كبعضِ من أفِكا
- أليسَ للنقصِ كنتُ عبدَك لا
- شكَّ وللفضلِ كنتَ لي مَلكا
- لابل لَعَمْرِي كذا الحقيقة ُ يامن
- طابَ فَرعاً ومحتداً وزكا
- فاغفُلْ فما زِلتَ في الإقالة ِ والصَف
- حِ غريراً في الرأي مُحتنِكا
- وابذلْ ليَ العفو والتجاوزَ والإغ
- ضاءَ حتى يُقالَ مااتَّركا
- أحِسنْ ودَعني أُسيءُ يَخْلصْ لك ال
- حمدُ وإلا أتاكَ مُشتركا
- وقلْ مُدلٌّ بحرمة ٍ قدمتْ
- على رءوفٍ بكلٍّ من ملكا
- صادفَ فضلاً من سيدٍ فصفا
- إلى الهُوينَى ومشتكى فشكا
- لازلت تعلو يداك مصطنعاً
- للخير حتى تصافحَ الفلكا
- ولاتزل لي بالشكرِ قافية ٌ
- فيك تسيرُ الوجيفَ والرَّتكا
- تلذُّ من كلّ سامع أُذناً
- حُسناً ومن كل مُنشدٍ حنكا
- ويروى وليس في السيئاتِ أكسبها
- بعهدٍ أمرٍ إذا امرؤٌ فتكا
- فأْمَنْ وآمِنْ فتى ً قد انسكبت
- أخلاقُه مذ ذاك وانسبكا
- أمَّنك اللَّه ماتخافُ ولا
- أجرَى بغيرِ اعتلائك الفلكا
- وَمَنْ رعى حيث لاأمانَ له
- فلازلتَ بمرعى ً مجانبٍ شركا
المزيد...
العصور الأدبيه