الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> يابن الوزيرين سمعاً من أخي طَلَبٍ >>
قصائدابن الرومي
يابن الوزيرين سمعاً من أخي طَلَبٍ
ابن الرومي
- يابن الوزيرين سمعاً من أخي طَلَبٍ
- بين الرجاء وبين اليأس مكدودِ
- لا تبخلنَّ على منْ لستَ كافيهُ
- بأن تقولتزحزحْ غير مطرودِ
- فإن خشيتَ هجائي فاخشَ حينئذٍ
- من كلِّ شيء محالِ الكونِ مفقودِ
- واللَّهلا قلتُ فيكم ماأكيدُ به
- نفسي وكنتُ في سِربَال محسودِ
- ولا أفضتُ بحرفٍ في مَلامكُمُ
- يا آل وهبٍطوال البيضِ والسّودِ
- إنّي لأعلَمُ أنِّي لا أفُوتُكُمُ
- على مطايا سُليمان بن داودِ
- ولو أمنتُكُم أمني يَدي وفمي
- لما نَشدتُمْ وفائي غيرَ مَوجودِ
- لكمْ على منطقي سلطانُ مُرْتَقبٍ
- أضحى يؤيِّدُهُ سلطان مودود
- فما وفائي بِمدخولٍ لكم أبداً
- لكنَّه كَوفَاءِ العِرقِ لِلعُودِ
- سدَّ السَّدَادُ فمي عَمَّا يُريبُكُمُ
- لكنْ فمُ الحالِ مني غيرُ مسدودِ
- وفي ضميريَ نُصحٌ لستُ أُغْمدُهُ
- عنكُمْوما نُصحُ ذي نُصح بمغْمُودِ
- حَالي تَصيحُ بما أوليتُ مُعْلنَة ً
- وكلُّ ما تدَّعيه غيرُ مَردودِ
- وقصَّتي معكمْ نارٌ على علمٍ
- لا فطنة ٌ بطَنَتْ في قلب جُلْمُودِ
- فكيفَ يخفى وأُخفي ما جرى لكُمُ
- عليَّ من طول ظلمٍ غير معدودِ
- وألسُنُ الناس شتَّى لستُ أملكُها
- إذا رأَوا مُحسناً في حال مَصْفودِ
- من يْبذُلُ العُذْرَ في مثْلي لمثْلِكُمُ
- أو يذخَرُ النُّصحَ عن لهْفَانَ مجهودِ
- بلْ من يرى فَضلَ مسكين على مَلكٍ
- فلا يقولُ مقالاً غيرَ محمودِ
- كم آنفٍ لكُمْ من أن تُرى مِدحي
- منقُودة ًوجَدَاك غير منقودِ
- كُلِّي هجاءوقتلي لا يَحلُّ لكمْ
- فما يُداويكمُ منِّي سوى الجُودِ
- ورُبَّ ذَمٍّ أتى من غَيرِ مُجتَرمٍ
- ورُبَّ قَذْفٍ جرى من غير مَحدودِ
- صَدَقْتُكُمُوجوابُ الصَّدقْ يَلزَمُكُمْ
- وما جوابُ أخي صدقٍ بمردودِ
- فأحسنوا بي كإحسان الإله بكمْ
- مُلِّيتُمُ حظَّ محقوقٍ ومجدودِ
- أجدُّوا جدّاً غير منكودٍ لأشكره
- أو صرِّحوا لي بيأسٍ غير منكودِ
- وبينوا لي أمري إنني معكمْ
- في سرمدٍ من ظلام الشكِّ ممدودِ
- وما انصرافي عنكم إن حرمتُكُمُ
- إلا انصرافُ شَقيٍّ غير مَسعودِ
- مُدَفَّعٍ حين يغشى الناسَ مجتنبٍ
- مُخَيَّبٍ حين يبغي الخيرَ محدودِ
- ومن قبلتُمْ فمقبولٌ لكمْ أبداً
- ومنْ أبيتُمْ فبلوٌ غيرُ معهودِ
- إنْ كانْ حيّاً أباهُ كلُّ مضطربٍ
- أو كان ميتاً أباهُ كلُّ ملحودِ
- لكنَّ في اليأس لي عَفواً وعافية
- واليأسُ رفدٌ لِعافٍ غير مرفودِ
- بل ليس في البأس خيرٌ أو يزيِّنَهُ
- في عين طالب خيرٍ مطلُ موعودُ
- بل لا أغرُّكَ من خِيمي ولا شيمي
- أني لجلدٌ صبورٌ غير مهدودِ
- قل ماتشاء فإني منهُ معتصمٌ
- بمُدمجٍ من حبال العزِّ ممسودِ
- لا والذي قدمتْ عندي صنائعه
- لابِتُّ إلاَّ على صبرٍ ومجلودِ
- ما أنتَ رزقي ولا عمري وعافيتي
- فاجهد بصرمكَإني غيرُ معمودِ
- منْ رَدَّني غير مصفودٍ فإنّ له
- عندي عفافاً وعزماً غيرَ مصفودِ
- في راحة اليأس لي من بُغيتي عوضٌ
- وحسبيَ اللَّهُ مَدعَى كلِّ منجودِ
- لنْ أرى اليأس نعياً حين يُؤيسُنِي
- من سَيب كفِّك بل بشرى بمولودِ
- ولستُ أوَّلَ صادٍ صدَّهُ قدرٌ
- فّذيد عن ورد صافي الماء مورودِ
- وقَبلَ برِّك بي ما بَرِّني ملكٌ
- لا تملكونَ عليه حَلَّ معقودِ
- مازال يضمنُ رزقي منذ أنشأني
- بفضله وهو حَيٌّ غير مأمودِ
- هذا على أنَّ سُخطي لا يُخلِّفُني
- عن مشهدٍ من مآل الخير مشهودِ
- وما أحارُ على أنِّي تُحيَّرني
- أطباقُ ليل كثيف السُّد مَنضودِ
- أشياءُ منك تحرَّاني لتُورطني
- والحزم يعدل بي عن كل أخدودِ
- مُشِّككاتٌ تعنِّيني وتتعبني
- ما زالَ دائيَ منها داءَ مفئودِ
- منعٌ ومنحٌ وإصغارٌ وتكرمة ٌ
- وشَدُّ عَقد وطوراً نقضُ مشدودِ
- فإنَّما أنا في لبسٍ وذبذبة ٍ
- وخوف جانٍ بمُرِّ النَّقْم مرصودِ
- حتى كأني وما أسلفُت سيِّئة ً
- مُطالبٌ تحت حقدٍ منك محقودِ
المزيد...
العصور الأدبيه