الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> وقد أغتدي للطير والطير هُجَّعٌ >>
قصائدابن الرومي
وقد أغتدي للطير والطير هُجَّعٌ
ابن الرومي
- وقد أغتدي للطير والطير هُجَّعٌ
- ولو أوجست مغداي ما بتن هجّعا
- بخلّين تمّا بي ثلاثة اخوة ٍ
- جُسومُهمُ شتَّى وأرواحُهمْ معا
- مطيعين أهواءً توافت على هوى ً
- فلو أُرسِلتْ كالنبلِ لم تعدُ موقعا
- إذا ما دعا منه خليلٌ خليله
- بأفديك لبَّاه مجيباً فأسرعا
- كأن له في كل عُضوٍ ومَفصِلٍ
- وجارحة ٍ قلباً من الجمر أصمعا
- فثاروا إلى آلاتهِمْ فتقلّدوا
- خرايط حمراً تحمل السمّ منقعا
- محمّلّة زاداً خفيفاً مناطُه
- إلى موقف المَرْمى فأقبلْن نُزَّعا
- وقد وقفوا للحائناتِ وشمَّروا
- لهن إلى الأنصَاف ساقاً وأذرعا
- وجدت قسى ّ القوم في الطير جدَّها
- فظلت سجوداً للرماة وركّعا
- مخافة َ أن يذهبن في الجوِّ ضُيَّعا
- ولاحظتِ النُّوارَ وهي مريضة ٌ
- طرائحَ من سُودٍ بيض نواصعٍ
- تخال أديم الأرض منهن أبقعا
- نؤلف منها بين شتّى وإنما
- نشتَّت من ألاّفها ما تجمعا
- فكم ظاعنٍ منهن مزمع رحلة ٍ
- قصرنا نواه دون ما كان أزمعا
- وكم قادم منهن مرتاد منزل
- أناخَ به مِنَّا مُنيخٌ فجعجعا
- كأن بنات الماءِ في صرح مَتْنه
- تقول إذا راع الرميِّ حفيفُها:
- زرابى ّ كسرى بثها في صحانه
- ليحضر وفداً أو ليجمع مجمعا
- تُريك ربيعاً في خريفٍ وروضة ً
- على لجة ٍ: بدعاً من الأمر مبدعا
المزيد...
العصور الأدبيه