الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> وأما بلاءُ البحر عندي فإنه >>
قصائدابن الرومي
وأما بلاءُ البحر عندي فإنه
ابن الرومي
- وأما بلاءُ البحر عندي فإنه
- فإنه طواني على روع مع الروح واقب
- ولو ثاب عقلي لم أدعْ ذكرَ بعضهِ
- ولكنه من هولِهِ غيرُ ثائب
- وَلِمْ لا ولو أُلقيتُ فيه وصخرة ً
- لوافيتُ منه القعرَ أولَ راسبِ
- ولم أتعلم قط من ذي سباحة ٍ
- سوى الغوص، والمضعوف غيرُ مغالِبِ
- فأيسر إشفاقي من الماء أنني
- أمرّ به في الكوز مرَّ المجانب
- وأخشى الردى منه على كل شارب
- فكيف بأمنيه على نفس راكب
- أظلّ إذا هزته ريح ولألأت
- له الشمسُ أمواجاً طِوالَ الغواربِ
- كأني أرى فيهنّ فُرسانَ بُهمة ٍ
- يليحون نحوي بالسيوف القواضب
- فأن قلت لي قد يُركَب اليّمُ طامياً
- ودجلة عند اليّم بعض المذانب
- فلا عذرَ فيها لامرء هاب مثلها
- وفي اللجة الخضراء عذرٌ لهائب
- فإنّ احتجاجي عنك ليس بنائمٍ
- وإن بياني ليس عني بعازبِ
- لدجلة َ خَبٌّ ليس لليمِّ، إنها
- تَراءى بحلمٍ تحته جهْلُ واثب
- تطامنُ حتى تطمئنَّ قلوبُنا
- وتغضب من مزح الرياح الواعب
- إلى أن يُوارَى فيه ـ رهن النوائبِ
- وغَدْرٍ، ففيها كُلُّ عَيْبٍ لِعائبِ
- يرانا إذا هاجت بها الريح هيجة َ
- تزلزل في حوماتها بالقوارب
- نُوائل من زلزالها نحو خسفها
- فلا خير في أوساطها والجوانب
- زلازل موج في غمار زواخرٍ
- وهدَّاتُ خَسْفٍ في شطوطٍ خواربِ
- يحوم على قتلي وغيرَ مُواربِ
- وما فيه من آذيّة المتراكب
- وإنْ خيفَ موجٌ عيذ منه بساحلٍ
- خليٍ من الأجراف ذات الكباكب
- ويلفظ ما فيه فليس معاجلاً
- غريقاً بغتٍّ يُزهقُ النفسَ كاربِ
- يعللُ غرقاهُ إلى أن يُغيثَهم
- بصنعٍ لطيفٍ منه خيرِ مصاحَبِ
- فتلقى الدلافين الكريمَ طباعُها
- هناك رِعالاً عند نَكبِ النواكبِ
- مراكبَ للقومِ الذين كبا بهم
- فهم وسطه غرقى وهم في مراكب
- وينقضُ ألواحَ السفينِ فكُلُّها
- فمن ساد قوماً أوجب الطولَ أن يُرى
- وما أنا بالراضي عما البحر مركبا
- ولكنني عارضتُ شَغْبَ المشاغبِ
المزيد...
العصور الأدبيه