الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> فِطرٌ توسّط يومُه الأسبوعا >>
قصائدابن الرومي
فِطرٌ توسّط يومُه الأسبوعا
ابن الرومي
- فِطرٌ توسّط يومُه الأسبوعا
- وافقْتَ فيه من السعودِ طُلوعا
- واهاً له فطرٌ غدا بربيعه
- وربيعك الغَدِق الحيا مرْبوعا
- فالناسُ والأنعام طرّاً قد غدوْا
- في المرتعيْن الممْرعَيْنِ رتُوعا
- وكأن فيه من فعالك سُندساً
- وكأن فيه من الرياض قُطوعا
- ما أفرح الملبوسَ من أيامنا
- بك لاعُدِمتَ وأكسفَ المخلوعا
- تتحسَّرُ الأيامُ عنك وكلُّها
- تشكو فِراقك آسفاً مفجوعا
- رحلَ الصيامُ وشهرهُ وكلاهما
- لهِجٌ بذكرك ما يُفيق نُزوعا
- ولقد تناجتْ بالرجوعِ مُناهُما
- لو مُلِّكا بعد المُضيِّ رجوعا
- أقسمتُ بالشهر الذي أخْضلته
- بالجودِ والتقوى ندى ودُموعا
- للَبِستَه لبساً أطابَ نسيمه
- يا بن الأطايب محتِداً وفروعا
- وخلعته خلع العروس شعارها
- قد ردَّعته من العبير رُدوعا
- أعبقتَه من طيب ريحك نفحة ً
- كادت تكون ثناءك المسموعا
- لم لا يكون كذا وقد أُلبِستَه
- فلبستَ فيه سكينة ً وخشوعا
- وكددْتَ فيه بالبكاء مدامعاً
- وجهدْتَ فيه بالزَّفير ضلوعا
- ورفدت فيه كلَّ أشعث بائس
- ما زال عن طلباته مدفُوعا
- أحييتَ في الشهر المبارك ليلَهُ
- وفقيره وقتلتَ عنه الجوعا
- بيد إذا قستِ الأناملُ فجَّرتْ
- من كل أُنملة ٍ لها ينبوعا
- أنشأْتَ تكحلُ بالهجوعِ معاشراً
- بعد السُّهاد وما اكتحلتَ هجوعا
- ما كان ليلك مذ أهلَّ هلاله
- إلا سجوداً كُلُّه وركوعا
- وطوى نهاركَ فيه صومٌ طاهرٌ
- جعل المآثم مَحْرما ممنوعا
- صومٌ غدتْ عين الخنا مطروفة ً
- فيه وراح لسانه مقطوعا
- وتساجلتْ عيناك في آنائه
- ويداك صوباً لا يزال هَمُوعا
- جعل الإله عوارفاً أسديتَها
- حُللاً على ابنك ذي العلا ودروعا
- هذي تُزينه وتلك تُجِنُّه
- من كل مكروه أحمَّ وقوعا
- واسعد أبا سهلٍ بعيدك نازلاً
- فوق الحوادث منزلاً مرفوعا
- في حيث تلقى أنف مجدك شامخاً
- ويرى عدوُّك أنفه مجدوعا
- وتبيتُ من وقع القوارعِ آمناً
- ويبيتُ من يهوى رداك مَروعا
- أضحى أبو روْحٍ سليلُك مَورِداً
- أضحى بنو الآمال فيه شُروعا
- خِرقٌ له كفٌّ يكون سماحُها
- كرماً إذا كان السماحُ ولوعا
- متكلفٌ فوق الطباعِ مكارماً
- سمَّينَه المتكلِّف المطبوعا
- لولاه لم تلق النَّوال مفرَّقاً
- أبداً ولا شملَ العلا مجموعا
- ما الطالبُ المخدوع طالبُ رفده
- ووجدتُ طالب شأْوِه المخدوعا
- عمر الإله بعُمره في غبطة ٍ
- خِططاً تُضيء بوجهه ورُبوعا
- حتى ترى الساداتِ أتباعاً له
- وتراه مثلك سيِّداً متبوعا
- أقسمتُ ما لقَّيتَ ذُلَّ مطالبٍ
- كبراً ولا عِزَّ الزمان خضوعا
- من كان عند المعضلاتِ مُضعَّفاً
- أو كان عند المجْحفات منوعا
- فكم اجتُديتَ فما وُجدت مبخَّلاً
- وكم امتُحِنتَ فما وُجِدْتَ جزوعا
- أصبحت تحفظ كل مجدٍ ضائعٍ
- حفظاً كحفظك دينك المشروعا
- وأراك نلتَ من الأمور أجلَّها
- بدْءاً وفُزت بخيرها مَرجوعا
- ولقد أقول لسائلي عن مجدكم
- غلب المصابيحَ الصَّباحُ سطوعا
- للَّه سؤددُ آل سهلٍ سؤدداً
- لم يمسِ مغموراً ولا مفْروعا
- قوماً تراهم يفتُقون مكارماً
- مرْتُوقة ً أو يرتقون صُدوعا
- لا يعدمون صنيعة ً مصنوعة ً
- تُهدي إليهم منطقاً مصنوعا
- يُعطون ما يُعطونَه وكأنما
- يستودعون الأرض منه زُروعا
- من لم يزاول عُرْفهم ونكيرهم
- لم يضْحَ مُشتاراً ولا ملسوعا
- ولما شهدتُ لهم بغير جليَّة ٍ
- ولما رفعتُ بقدرهم موضوعا
المزيد...
العصور الأدبيه