الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> أتتني عنْكَ المؤيسات فلم ألمْ >>
قصائدابن الرومي
أتتني عنْكَ المؤيسات فلم ألمْ
ابن الرومي
- أتتني عنْكَ المؤيسات فلم ألمْ
- وقلت سحابٌ جادني ثم أقلعا
- فلا يُبْعد اللهُ السحابَ وصوبهُ
- ولا أعصفتْ ريحٌ لكي يتقشَّعا
- هو الغيثُ يسقي بلدة ً بعد بلدة ٍ
- من الأرض حتى يسقي الأرض أجمعا
- وليس بمبعوثٍ ليُنصفَ مَرتعاً
- فيُرضيَهُ السُّقيا ويظلم مَرْتعا
- وما ضرّني من نافعٍ أن يُضرني
- وذاك لحبي أن يضرَّ وتنفعا
- رضيتُ بما ترضى فإن شئتُ مرة ً
- سواه فلا استنشقْتُ إلا بأجدعا
- ولا خير لي فيما أُحِبُّ وتجتوي
- لأنك من قلبي كنفسي موقعا
- على أنك الشيءُ الذي لا أرى له
- مثالاً سوى الشمس المُنيرة ِ مطلعا
- لك المثل الأعلى على الناس كلِّهم
- وإن غِيظت الأكبادُ حتى تصدَّعا
- خضعتُ فإن خلتَ الخضوعَ خديعة ً
- فما زلتَ خدَّاعاً وزلتَ مخدَّعا
- على أنك المُذْكي على كل خُطَّة ٍ
- تضمنتَها قلباً من الجمر أصنعا
- وأنك منْ ساسَ الأمور بحكمة ٍ
- فما ريم ما أحْمَى ولا ضِيمَ ما رعى
- ذكاءَ فتاءٍ لا تجاريبَ كبرة ٍ
- ترى الغيبَ عنه حاسراً لا مُقنَّعا
- ولكنَّكَ المخدوعُ صفحاً ونائلاً
- فتصفحُ وضّاحاً وتمنحُ أروعا
- ولا أنا من جدوى يديك بآيسٍ
- وإن هوّل الظنُّ الكذوبُ وشنَّعا
- فإن كنتَ من جدواك لا بد مانعي
- فلا تمنعنِّي أن أقول وتسمعا
- ولا تحمِّينِّي أن أراك مطالعاً
- إذا كادت الأحشاء أن تتطلعا
- ومُتِّعتَ بالعمر الطويل محكَّماً
- ولا زلتُ بالإنصاف منك ممتَّعا
المزيد...
العصور الأدبيه