الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أسامة بن منقذ >> حيا ربوعك من ربى ومنازل >>
قصائدأسامة بن منقذ
- حيا ربوعك من ربى ومنازل
- سَارِي الغَمامِ بكلِّ هامٍ هَامِل
- وسقتك يا دار الهوى بعد النوى
- وطَفاء تَسفَحُ باهتُون الهاطل
- حتَّى تُروِّضَ كلَّ ماحٍ مَاحِلٍ
- عاف وتروي كل ذاو ذابل
- أبكِيك، أم أبِكى زماني فِيك، أم
- أهلِيكِ، أم شَرخَ الشبابِ الرَّاحِل
- ما قدرُ دَمعي أن يقسِّمَه الأسَى
- والوجدُ بين أحبّة ٍ ومنازِل
- أنفقته سرفاً وها أنا ماثل
- في ماحلٍ، أبكي بجفَنٍ مَاحِل
- وإذا فَزعتُ إلى العَزاءِ دعوتُ مَن
- لا يستجيب ورمت نصرة خاذل
- أين الظِّباءُ عهدتُهُنَّ كوَانِساً
- بك في ظلال السمهري الذابل
- النافرات من الأنيس تكرماً
- والآنسات بكل ليث باسل
- من كل مكروه اللقاء منازل
- رحب الفناء لطارق أو نازل
- متمنِّعٍ صعبٍ على أعدائه
- سهل المقادة للخليل الواصل
- عزوا على الدنيا وخالف فعلهم
- أفعالَها، فبَغَتْهمُ بغَوائِلِ
- حتَّى إذا اغتالَتْهُم بخطوبِها
- ورمتهمُ بحوادِثٍ وزَلازِلِ
- دَرَست منازِلُهم وأوْحَش مِنهُم
- مأنوس أندية وعز محافل
- واهاً لهم من عالم ومعالم
- وَمُمنَّعاتِ عَقائِلٍ ومَعاقِل
- كانوا شجى ً في صدر كل معاند
- وقذى ً يجول بعين كل محاول
- غوثاً لملهوف وملجا لاجيء
- وجوارَ رَبّ جَرائرٍ وطَوائِل
- ذهبُوا ذهابَ الأمسِ ما من مُخبرٍ
- عنهم وزالوا كالظلال الزائل
- وبقيتُ بعدهُمُ حليفَ كآبة ٍ
- مستورة بتجمل وتحامل
- سعدُوا براحَتِهم، وها أنَا بعدهم
- في شَقوة ٍ تُضنِي، وهمٍّ دَاخِل
- فاعجب لشقوة متعب بمقامه
- من بعد أسرته وراحة راحل
- دع ذا فأنت على الحوادث مروة
- تلقَى الرّزايا عالماً كالجاهل
- واصبر فما فيما أصابك وصمة
- كل الورى غرض لسهم النابل
المزيد...
العصور الأدبيه