الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أسامة بن منقذ >> أأحبَابَنَا، ما مصُر بعدَكُمُ مِصرُ >>
قصائدأسامة بن منقذ
أأحبَابَنَا، ما مصُر بعدَكُمُ مِصرُ
أسامة بن منقذ
- أأحبَابَنَا، ما مصُر بعدَكُمُ مِصرُ
- ولكنَّها قَفْرُ، إليكُم بها فَقْرٌ
- وإن تخل يوماً بقعة من شخوصكم
- فلم يَخلُ يوما من مودَّتِكْم صَدْرُ
- وإن تنئكم عنا المهامه والسرى
- تقربكم منا المودة والذكر
- رحلتُم، فعادَ الدّهرُ ليلاً بأسرِه
- وليسَ له إلا بأوبِتكم فجْرُ
- ترى فاض ما ألقى نم الهم والأسى
- لبْعدكُم، فاسودَّ من صبِغه الدَّهرُ
- وكيف ألوم الليل إن طال بعدكم
- وقد غاب عني منكم الشمس والبدر
- تذكره أحبابه الأنجم الزهر
- فيَا ويحَه ماذَا بِه صنعَ الذِّكُر
- هم مثلها بعداً ونوراً ورفعة ً
- ولكن لهَا، إذْ شُبِّهت بهم، الفَخْرُ
- وقد كنتُ أشكُو هجرَهُم في دُنوِّهم
- فمن لي لو دام التداني والهجر
- سقى مصر جود الصالح الملك إنه
- هُو الوابلُ المُحِي البريَّة ِ لا القَطرُ
- ففيها كرامُ أسْعَرُوا بِجَوانِحى
- ببعدهُمُ جمراً، به يُحرَق الجَمرُ
- ومن عادتي الصبر الجميل وليس لي
- عَلَى بُعدِهِم، لادرُّ النَّوى ، صَبرُ
- إذا ما أمين الدين عن ادكاره
- ذهلت كأني خامرت لبي الخمر
- يذكِّرُنِيه الفاضلُون، وإن غَدَوْا
- جَداوِلَ إن قِيسُوا به، وهو البحرُ
- إذا حضر النادي فرضوى رجاحة ً
- وإن قَال فالدُّرُّ المنظَّمُ والسِّحرُ
- ويعجبني منه تدفق علمه
- وأعجب منه كيف يجمعه صدر
- تناءت بنا الداران والود مصقب
- فللقُربِ شطرُ، والبِعادُ لهُ شطرُ
- كأن الليالي إذ قضت بفراقنا
- قضى جورها أن ليس تجمعنا مصر
- أَحُلُّ بها إن غابَ عنها، وإن أَغِب
- يحلُّ بها، فاعجبْ لما صنعَ الدّهرُ
- فليت تلاقينا ولو بعض ساعة
- يْحَمُّ وشِيكا، قبل أن ينفَذَ العمرُ
- لأحظى برؤياه وأشكر منه
- وإن لم يقم عني بواجبه الشكر
المزيد...
العصور الأدبيه