الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أسامة بن منقذ >> أطاعَ الهَوى من بَعدهم، وعَصى الصَّبرُ >>
قصائدأسامة بن منقذ
أطاعَ الهَوى من بَعدهم، وعَصى الصَّبرُ
أسامة بن منقذ
- أطاعَ الهَوى من بَعدهم، وعَصى الصَّبرُ
- فليسَ له نهيٌ عليه ولا أمرُ
- وعاودَهُ الوجدُ القديمُ، فَشفَّه
- جوى ضاق عن كتمانه الصدر والصبر
- كأنَّ النَّوى لَم تخْتَرِم غيرَ شَملِه
- ولم يَجْرِ إلاَّ بالَّذي ساءَه القَدْرُ
- وهل لبني الدنيا سرور وإنما
- هو العيشُ والبُوسَى ، أو الموتُ والقبرُ
- وكل اجتماع مرصد لتفرق
- وكلُّ وصالٍ سوف يعقُبه هجرُ
- وما يدفع الخطْبَ المُلِمَّ إذا عرى
- سوى الصّبرِ، إلاَّ أنّه كاسمِه صبرُ
- أسكّانَ أكنافِ العواصِم دعوة ً
- بفي روداً وهي في كبدي جمر
- لقد أظلمت دُنياي بعد فِراقكْم
- فكل زماني ليلة ما لها فجر
- أُعاتِبُ أيَّامي عليكُمُ، ومَا لهَا
- ولا لليالي في الذي بيننا عذر
- لقد صدعت بعد التفرق شملنا
- كصَدْعِ الصَّفا، ما إنَّ له أبداً جبْرُ
- وما زالَ صرفُ الدّهر يسعى ببَيْنِنا
- فلمَّا انقضَى ما بيننا سكَنَ الدّهرُ
- فويحَ زمانٍ فَرَّقتنا صرُوفُه
- أكانَ عليه في تَفرُّقِنا نَذْرُ
- إذا عن ذكراكم نبا بي مضجعي
- كأن فراشي حال من دونه الجمر
- فأذهل حتى لا أجيب منادياً
- وأُبهتُ، لا عرفٌ لديّ، ولا نُكْرُ
- وأرمي فجاج الأرض نحو بلادكم
- بطرف كليل دمعه بعدكم قطر
- أراقَ جِمامَ الدمعِ فيكُم فإن دَعا
- به الوجد لبى وهو مستكره نزر
- وجانب طيب النوم بعد فراقكم
- فما تلتفي منه على سنة شفر
- عسَى نظرة ٌ منكُم يُميطُ بهَا القَذَى
- وهيهات عرض الأرض من دونكم ستر
- وإن وَعَدتْني باقترابِكُمُ المُنَى
- نَهْتَنى ِ عَنْ تَصديقِ موعِدها مصرُ
- وكيف بكم والدهر غير مساعد
- ودونَكُمُ الأعداءُ واللُّجَجُ الخُضرُ
- مهالك لو سارت بها الريح عاقها الـ
- ـوَجَى ، وثَناها عن تَقَحُّمها الذُّعرُ
- ولم يبق إلا ذكرُ ما كانَ بينَنَا
- ولا عجبٌ للدّهرِ أن يُدْرسَ الذّكْرُ
- وروعة شوق تعتريني إليكم
- كما انتَفَض العصفورُ، بلَّلَه القَطرُ
- فيارَوعتي، لا تَسكُني بعد بُعدهمْ
- ويا سلوة الأيام موعدك الحشر
المزيد...
العصور الأدبيه