الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو العتاهية >> مَا استَعبَدَ الحِرْصُ مَنْ لهُ أدَبُ >>
قصائدأبو العتاهية
مَا استَعبَدَ الحِرْصُ مَنْ لهُ أدَبُ
أبو العتاهية
- مَا استَعبَدَ الحِرْصُ مَنْ لهُ أدَبُ
- للمَرْءِ في الحِرْصِ همّة ٌ عَجَبُ
- للّهِ عَقلُ الحَريصِ كَيفَ لَهُ،
- فِي جمعِ مالٍ مَا لَهُ أدَبُ
- مَا زالَ حِرْصُ الحرِيصِ يُطْمِعُهُ
- في دَرْكِهِ الشّيءَ، دونَه الطّلَبُ
- مَا طابَ عيشُ الحريصِ قَطُّ ولاَ
- فارَقَهُ التّعسُ مِنْهُ والنّصَبُ
- البَغْيُ والحِرْصُ والهَوَى فِتَنٌ
- لم يَنْجُ عنها عُجْمٌ ولا عَربُ
- ليَسَ على المَرْءِ في قَناعَتِهِ،
- إنْ هيَ صَحّتْ، أذًى ولا نَصبُ
- مَن لم يكِنْ بالكَفافِ مُقْتَنِعاً،
- لَمْ تكفِهِ الأرْضُ كلُّهَا ذَهَبُ
- مَنْ أمكَنَ الشَّكَّ مِنْ عزِيمتِهِ
- لَمْ يَزَلِ الرأْيُ مِنْهُ يضْطَرِبُ
- مَنْ عَرَفَ الدَّهْرُ لمْ يزلْ حذراً
- يَحذرُ شِدَّاتِهِ ويرْتقِبُ
- مَنْ لَزِمَ الحِقْدَ لم يَزَلْ كَمِداً،
- تُغرِقُهُ، في بُحُورِها، الكُرَبُ
- المَرْءُ مُستَأنِسٌ بمَنْزِلَة ٍ،
- تُقْتَلُ سُكّانُها، وتُستَلَبُ
- والمرءُ فِي لهوهِ وباطِلِهِ
- والمَوْتُ مِنْهُ فِي الكُلِّ مقتَرِبُ
- يا خائفَ الموتِ زالَ عنكَ صِباً
- والعُجْبُ واللّهْوُ مِنكَ واللّعِبُ
- دارُكَ تَنعَى إلَيكَ ساكِنَهَا،
- قَصرُكَ تُبلي جَديدَهُ الحِقَبُ
- يا جامِعَ المالِ منذُ كانَ غداً
- يأْتِي عَلَى ما جمعتَهُ الحرَبُ
- إيَّاكَ أنْ تأْمَنَ الزَّمَانَ فَمَا
- زالَ عَلَيْنَا الزّمانُ يَنْقَلِبُ
- إيَّاكَ والظُّلْمَ إنَّهُ ظُلَمٌ
- إيَّاكَ والظَّنُّ إِنَّهُ كذِبُ
- بينَا تَرَى القَوْمَ فِي مَجَلَّتِهِمْ
- إذْ قيلَ بادوا، وقيلَ قَد ذَهَبُوا
- إنِّي رأَيْتُ الشَّرِيفَ معتَرِفاً
- مُصْطَبِراً للحُقُوق، إذْ تَجِبُ
- وقدْ عَرَفْتُ اللِّئامَ لَيْسَ لهمْ
- عَهْدٌ، ولا خِلّة ٌ، ولا حَسَبُ
- احذَرْ عَلَيْكَ اللِّئامَ إنَّهُمُ
- لَيسَ يُبالُونَ منكَ ما رَكِبُوا
- فنِصْفُ خَلْقِ اللِّئامِ مُذْ خُلِقُوا
- ذُلٌّ ذَليلٌ، ونِصْفُهُ شَغَبُ
- فِرَّ مِنَ اللُّؤْمِ واللِّئامِ وَلاَ
- تَدْنُ إليْهِمْ فَإنَّهُمْ جَرَبُ
المزيد...
العصور الأدبيه