الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> وليد الأعظمي >> بيارق النصر رفي فوق وادينا >>
قصائدوليد الأعظمي
بيارق النصر رفي فوق وادينا
وليد الأعظمي
- بيارق النصر رفي فوق وادينا
- خفاقة فلقد حقت أمانينا
- وظللي الربوات الخضر زاهرة
- فالماء ينداح عطرا في سواقينا
- والحقل يرفل بالأزهار ضاحكة
- أريجها العبق الفواح يحيينا
- وللعنادل بين الروض زغردة
- تضفي سرورا على من كان محزونا
- عاد الربيع جميلا في مباهجه
- إن الربيع لمعنى من معانينا
- فهل يعود ربيع الروح ثانية
- بالحق والعدل والإيمان مقرونا
- ما قيمة الحسن والأرواح ذابلة
- تستمريء الذل والافساد والهونا
- رانت عليها الخطايا فهي صادئة
- والقلب يصدأ إن لم تجله حينا
- يا تائها غرة مال ومنرلة
- لا تنس قبلك فرعونا وقارونا
- صالوا وجالوا وباعوا واشتروا وطغوا
- وسخروا بالملايين الملايينا
- وحاربوا الله فاسودت وجوههم
- وأصبحوا مثلا للمستبدينا
- فليعتبر من له قلب وباصرة
- وليتئد من يداجي في تصافينا
- نحن الذين كشفنا كل خافية
- بين الأنام وقدمنا البراهينا
- خضنا الحياة فما زلت لنا قدم
- في موقف قلق ما كان مأمونا
- لم تعرف الغمض أجفان ولا مقل
- من الرصاص غدت بيضا ليالينا
- فما استبد بنا عجز ولا جزع
- وتلك من نفحات المصطفى فينا
- رعنا الليالي وما ريعت لنا همم
- وكيف يرتاع من يستشعر الدنيا
- وكيف يخشى الردى من بات مرتديا
- ثوب الجهاد به يغشى الميادينا
- وكيف يرتاح للبلوى أخو شمم
- وعينه تبصر الأوباش يبغونا
- وكيف يسكت ذو حق وقد عبثت
- بحقه عصبة تقفو الشياطينا
- عافت هدى الله وانقادت بعاطفة
- معصوبة العين لم تعرف موازينا
- كنا نرى النصر قد لاحت بوارقه
- وغيرنا بسراب كان مفتونا
- حتى إذا جاء أمر الله صاح بهم
- مدبر الكون تحريكا وتسكينا
- ما بين غمضة عين وانتباهتها
- الله قد صير السجان مسجونا
- وزمجرت سور القرآن صارخة
- فرددت بعدها الآفاق آمينا
- ورفرفت راية الإسلام عالية
- تطوف من حولها أطياف ماضينا
- نصارع الكفر أيا كان مبعثه
- ولا نقلد مشبوها ولينينا
- وإنما نحن جند الله قد رصيت
- نفوسنا برسول الله هادينا
- نطيعه ونحامي عن شريعته
- ليعرف الناس شيئا من مبادينا
- نرى الحياة حياة في عقيدتنا
- وما سواها فزقوما وغسلينا
- يا من وضعتم قوانينا لأنفسكم
- نحن اتخذنا كتاب الله قانونا
- الله أنزله بالحق يرشدنا
- إلى السعادة في شتى مرامينا
- آياته بالهدى والعدل قد نطقت
- تضفي على الحق إيضاحاوتبيينا
- ضل الذي يهجر القرآن مجتديا
- منهاجه بغرور من أعادينا
- لسنا نريد دساتيرا مرقعة
- فشرعة الله تكفينا وترضينا
- يا سيد الرسل قد خبنا بتجربة
- نمنا زمانا فضيعنا فلسطينا
- وقد أحاطت بنا سود الخطوب كما
- أضحى التنائي بديلا من تدانينا
- وناب عن طيب لقيانا تجافينا
- والشرق والغرب بالأفكار يرمينا
- حتى أفقنا وقد صحت عزائمنا
- لننشد الحق والأخلاق والدينا
- واليوم عادت لنا البشرى وقد سطعت
- أمجادنا وصعدنا في مراقينا
- تهزنا ذكريات المجد دافقة
- حتى نعود كما كنا عناوينا
- هذي جيوش الهدى تدوي مجلجلة
- تهتز مرعوبة منها أعادينا
- تقدمت ولواء النصر منتشر
- فوق السماكين رمزا عن معالينا
- الحق يدفعها حتى تعيد لنا
- بالعز ثانية بدرا وحطينا
- سارت وللثأر نيران مؤججة
- باتت تحاكي شظاياها البراكينا
- في بأسها من صلاح الدين شدته
- به تدير على الكفر الطواحينا
- ترنوا إلى المسجد الأقصى تفرسه
- عزائم كاللظى للثأر تحدونا
- نرد كيد العدى في نحرهم ولنا
- حق بأن نجعل الدنيا قرابينا
- حتى نعيد إلى الإسلام هيبته
- ونجعل الحق مرفوع اللوافينا
- ونرجع القبة الشماء ضاحكة
- ونملأ القدس ريحانا ونسرينا
المزيد...
العصور الأدبيه