الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> دَوَّرْنا القَمَر >>
قصائدنزار قباني
- جُعْتُ .. وجَاعَ المُنْحَدَرْ
- ولا أزالُ أنتظِرْ ..
- أنا هُنا وحدي .. على
- شرقٍ رماديِّ السُتُرْ
- مُسْتلقياً على الذُرى
- تلهثُ في رأسي الفِكَرْ
- وأرقُبُ النوافذَ الزُرْقَ
- على شوقٍ كَفَرْ ..
- أقولُ : ما أعاقَها
- فستانُها .. أم الزَهَرْ ؟
- أم وردةٌ تَعلَّقتْ
- بِذَيْلِ ثوبِها العَطِرْ؟
- أم الفراشاتُ .. ترامتْ
- تحت رجليْها .. زُمَرْ ؟
- وأقْبَلَتْ .. مَسْحُوبةً
- يخضرُّ تحتها الحَجَرْ ..
- ملتفَّةً بشالها
- لا يرتوي منها النَظَرْ
- أَصْبَى من الضوء ..
- وأصفى من دُمَيْعاتِ المطَرْ
- تُخْفي نُهَيْداً .. نِصْفُهُ
- دارَ .. ونِصْفٌ لم يَدُرْ
- قالتْ : صباحَ الوردِ ..
- هذا أنتَ ، صاحبَ الصِغَرْ؟
- ألا تزالُ مثلما
- كنتَ .. غلاماً ذا خَطَرْ ؟
- تجعلني .. على الثرى
- لُعْباً .. وتَقْطيعَ شَعَرْ ..
- فإنْ نهضْنَا .. كانَ في
- وُجُوهنا ألفُ أثَرْ
- زمانَ طَرَّزْنَا الرُبى
- لَثْماً .. وألعاباً أُخَرْ
- مُخَوِّضَيْنِ في الندى
- مُغَلْغِلَيْنِ في الشجَرْ
- أيَّ صبيٍّ كنتَ .. يا
- أَحَبَّ طفلٍ في العُمُرْ ؟
- ***
- قلتُ لها : اللهَ ..
- ما أكْرَمَها تلك الذِكَرْ
- أيَّامَ كنَّا .. كالعصافير
- غناءً .. وسَمَرْ
- نسابقُ الفراشةَ البيضاءَ
- ثمَّ ننتصِرْ
- وندفَعُ القواربَ الزرقاءَ ..
- في عَرْضِ النَهَرْ ..
- وأخطُفُ القُبْلَةَ من
- ثغرٍ .. بريءٍ .. مُخْتَصَرْ ..
- ونكسِرُ النُجُومَ .. ذَرَّاتٍ
- ونُحصي ما انكسَرْ ..
- فيستحيلُ حولَنا
- الغروبُ .. شَلالَ صُوَرْ
- حكايةٌ نحنُ .. فعندَ
- كلِّ وردةٍ خَبَرْ !..
- ***
- إنْ مرةً .. سُئِلتِ قُولي :
- نحنُ دَوَّرنَا القَمَرْ ..
المزيد...
العصور الأدبيه