الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> حبٌّ.. تحت الصفرْ >>
قصائدنزار قباني
- 1
- هو البحرُ.. يفصل بيني وبينَكِ..
- والموجُ، والريحُ، والزمهريرْ.
- هو الشِعْرُ.. يفصل بيني وبينكِ..
- فانتبهي للسقوط الكبيرْ..
- هو القَهْرُ.. يفصل بيني وبينكِ..
- فالحبُّ يرفُضُ هذي العلاقَةَ
- بين المرابي.. وبين الأجيرْ..
- أحبُّكِ..
- هذا احتمالٌ ضعيفٌ.. ضعيفْ
- فكلُّ الكلام به مثلُ هذا الكلام السخيفْ
- أحبُّكِ.. كنتُ أحبُّكِ.. ثم كرهتُكِ..
- ثم عبدتُكِ.. ثم لعنتُكِ..
- ثم كَتبتُكِ.. ثم محوتُكِ..
- ثم لصقتُكِ.. ثم كسرتُكِ..
- ثم صنعتُكِ.. ثم هدمتُكِ..
- ثمَّ اعتبرتُكِ شمسَ الشموسِ.. وغيّرتُ رأيي.
- فلا تعجبي لاختلاف فصولي
- فكل الحدائقِ، فيها الربيعُ، وفيها الخريفْ..
- هو الثلجُ بيني وبينكِ..
- ماذا سنفعلُ؟
- إنَّ الشتاءَ طويلٌ طويلْ
- هو الشكُّ يقطعُ كلَّ الجُسُورِ
- ويُقْفِلُ كلّ الدروبِ،
- ويُغْرِقُ كلَّ النخيلْ
- أحبّكِ!.
- يا ليتني أستطيعُ استعادةَ
- هذا الكلام الجميلْ.
- أُحبُّكِ..
- أين تُرى تذهبُ الكَلِماتْ؟
- وكيف تجفُّ المشاعرُ والقُبُلاتْ
- فما كان يمكنني قبل عامَيْنِ
- أصبح ضرباً من المستحيلْ
- وما كنتُ أكتبُهُ – تحت وهج الحرائقِ –
- أصبحَ ضرباً من المستحيلْ..
- 3
- إن الضبابَ كثيفٌ
- وأنتِ أمامي.. ولستِ أمامي
- ففي أي زاويةٍ يا تُرى تجلسينْ؟
- أحاولُ لَمْسك من دون جدوى
- فلا شفتاكِ يقينٌ.. ولا شفتايَ يقينْ
- يداكِ جليديّتانِ.. زجاجيّتان.. محنّطتانِ..
- وأوراقُ أيلولَ تسقُط ذاتَ الشمال وذاتَ اليمينْ
- ووجهُكِ يسقط في البحر شيئاً فشيئاً
- كنصف هلالٍ حزينْ..
- 4
- تموتُ القصيدةُ من شدَّة البَرْدِ..
- من قِلّة الفحم والزيْتِ..
- تيبَسُ في القلب كلُّ زهور الحنينْ
- فكيف سأقرأ شعري عليكِ؟
- وأنتِ تنامينَ تحت غطاءٍ من الثلجِ..
- لا تقرأينَ.. ولا تسمعينْ..
- وكيف سأتلو صلاتي؟
- إذا كنتِ بالشعر لا تؤمنينْ..
- وكيف أقدّمُ للكلمات اعتذاري؟
- وكيف أُدافعُ عن زمن الياسمينْ؟
- 5
- جبالٌ من الملح.. تفصل بيني وبينكِ..
- كيف سأكسر هذا الجليدْ؟
- وبين سريرٍ يريدُ اعتقالي..
- وبين ضفيرة شعرٍ تكبِّلني بالحديدْ؟
- 6
- أحبُّكِ.. كنت أُحبُّكِ حتى التَنَاثُرِ.. حتى التبعثُرْ..
- حتى التبخّرِ.. حتى اقتحامِ الكواكبِ، حتى
- ارتكابِ القصيدة،
- أُحبُّكِ.. كنتُ قديماً أحبّكِ..
- لكنَّ عينيكِ لا تأتيانِ بأيِّ كلامٍ جديدْ
- أُحبُّكِ.. يا ليتني أستطيع الدخولَ لوقت البنفسج،
- لكنَّ فصلَ الربيع بعيدْ..
- ويا ليتني أستطيع الدخولَ لوقت القصيدة،
- لكنَّ فصلَ الجنون انتهى من زمانٍ بعيد.
- لكنَّ عينيكِ لا تأتيانِ بأيِّ كلامٍ جديدْ
- أُحبُّكِ.. يا ليتني أستطيع الدخولَ لوقت البنفسج،
- لكنَّ فصلَ الربيع بعيدْ..
- ويا ليتني أستطيع الدخولَ لوقت القصيدة،
- لكنَّ فصلَ الجنون انتهى من زمانٍ بعيد.
المزيد...
العصور الأدبيه