الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> ثمن قصَائدي >>
قصائدنزار قباني
- "لقد أحبّتْ شاعرا"
- وتمضغُ النساءُ في المدينة القديمَهْ..
- قِصّتنا العظيمَهْ..
- ويرفعُ الرجالُ في الهواءْ
- قَبَضاتِهم.. وتُشْحَذُ الفؤوسْ..
- وتُقْرع الكؤوسُ بالكؤوسْ..
- كأنها .. كأنها جريمَهْ..
- بأن تحبّي شاعرا...
- فَرَاشي..
- يا ليتَ باستطاعتي
- أن لا أكونَ شاعرا..
- يا ليتني..
- أقدرُ أن أكونَ شيئاً آخرا
- مرابياً، أو سارقاً..
- أو قاتلاً..
- أو تاجراً..
- يا ليتني أكونُ يا صديقتي الحزينهْ..
- لصّاً على سفينَهْ..
- فربّما تقبلُني المدينَهْ..
- مدينةُ القصديرِ والصفيحِ، والحجَرْ.
- تلكَ التي سماؤها لا تعرفُ المطرْ..
- وخبزُها اليوميّ..
- حقدٌ وضجَرْ..
- تلكَ التي .. تطاردُ الحرفَ..
- وتغتالُ القمَرْ..
- يا ليتَ باستطاعتي..
- يا نجمتي،
- يا كرمتي،
- يا غابتي،
- أن لا أكون شاعرا..
- لكنما الشعرُ قدَرْ..
- فكيفَ، يا لؤلؤتي وراحتي..
- أهربُ من ها القدَرْ؟.
- *
- الناسُ في بلادنا السعيدَهْ..
- لا يفهمونَ الشاعرا..
- يرونه مهرّجاً يحرك المشاعرا..
- يَرَوْنَ قرصاناً به
- يقتنصُ الكنوزَ.. والنساءَ.. والحرائرا
- يرون فيه ساحرا..
- يحوّل النحاسَ في دقيقةٍ
- إلى ذهبْْ..
- ما أصعبَ الأدبْ!
- فالشعرُ لا يُقرأ في بلادنا لذاتهِ..
- لجرْسِهِ..
- أو عمقهِ..
- أو محتوى لَفْظاتِهِ..
- فكلُّ ما يهمنّا..
- من شعرِ هذا الشاعرِ..
- ما عَدَدُ النساءِ في حياتهِ؟
- وهل لهُ صديقةٌ جديدَهْ؟
- فالناسُ..
- يقرأون في بلادنا القصيدَهْ..
- ويذبحونَ صاحبَ القصيدَه..
- أعطيتُ هذا الشرقَ من قصائدي بيادرا
- علّقتُ في سمائه.. النجومَ والجواهرا
- ملأتُ يا حبيبتي..
- بحبّه الدفاترا..
- ورغم ما كتبتُهُ..
- ورغم ما نشرتُهُ
- ترفضني المدينةُ الكئيبَهْ..
- تلك التي سماؤها لا تعرف المطَرْ..
- وخبزُها اليوميُّ.. حقدٌ وضجَرْ..
- ترفضني المدينةُ الرهيبَهْ..
- لأنني .. بالشِعْر يا حبيبَهْ
- غيّرتُ تاريخَ القَمَرْ..
المزيد...
العصور الأدبيه