الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مظلوم >> مطاحن عاطلة ، رَبِيْع كاسد >>
قصائدمحمد مظلوم
مطاحن عاطلة ، رَبِيْع كاسد
محمد مظلوم
- كُلَّمَاْ اقتربت من لمعانكم،
- تذكرت انهار ظلامي.
- احبكم أحبكم هكذا،
- وأعلو كي ابلغ نسيانكم .
- اصعد فوق غيمكم الحاقد،
- اصعد كي امجد ضعفكم.
- لن أكون طريقا لكذبة عمياء،
- تدعى أحد المارة.
- ارفع يدي عن صناديق موتكم
- وأمدهما في استقامة لتمتلكا الأبد.
- إنكم أسئلتي التي تسعى إلي،
- ماكثا في نسيانكم
- أواصل ذِكْرَيَاْتي.
- أنال كل ما يتاح من مطاحن عاطلة،
- كي اقف فرحا أمام رَبِيْعي الكاسد.
- أحيك وجه النهار بأخطائي،
- بما يشبه ذكرى عديمة التعريف.
- عزلتي حنين إلى ندمي،
- إنها الغيمة التي تصعد السلم لتنام معي.
- لست عدوّي أيها اللصٌّ،
- إنني أبحث عن ظلامك كي أحيَّيك.
- وأنت أيضا أُّيها الأعمى ،
- ماذا تريد لكي أقودك ؟
- سواد الحرية معلنٌ في الأعمى ،
- واللصُّ مقترحٌ لسوادٍ ما.
- أنقذ حياتي من جذام المرايا،
- أنقذها من انهيار مؤكدٍ.
- بأسنان الأزهار ، أرقش المجهول ،
- لأمنع مَوْتِيْ من الانتظار .
- أيها الظلام الخاطف ،
- ارتديت نظّارةً سوداء،
- متهيئاً للمعانك .
- بأظافر تشع بالريبة،
- أنهش قميص الغياب،
- وأرتد إلى حدائقي.
- أو ، بقبضة مترددةً،
- أطرق الفراغ العائد من نومٍ مسلوب .
- لماذا أضَّيع إنصاتي، الحاشد هكذا
- في حَيَاْة مكررةٍ ومؤجَّلةٍ أيضاً.
- سأربحُ مَوْتِيْ الأشقرَ ،
- منذ إتمام ِ أخطائي على جسد الأبد .
- أعترف بال [هناك ] ؟.
- متاريسكَ خوفي ،
- اسمي إذن ، خوفك أيها العابر .
- شقيقك أيتها الحِّرية ُ مقتولٌ مسلوبٌ،
- انثري شعرك ، وتزوَّجي النسيان .
- لو يفرغون من كُلَّمَاْتهم،
- لو يفرغون من تعداد صراخ البيارق،
- لم يتَّبعوني.
- أطرد من داري غبار الرَبِيْع،
- ثم أقفل الباب وأنام .
- مقابر بعيدة عن الأزهار،
- هكذا أتوقع أن تستمر حياتي.
- في الخارج،
- أزهار تتمرد على مساء مجهز بالأخْطَاْء،
- وأكاد أستيقظ.
- تكراراً لبريدي الواضح،
- أفتح شارعا في السَّمَاْء،
- أفتح بلساني العزلة.
- بريدك أنت ،غير بريدي،
- أنْتَظِر في الأسواق،
- إشاعات عن السَّمَاْء.
- الأبعد عن يدي يزداد غفلة،
- وجسمك يزخ علي الظلام.
- جسمك؟
- أم وشاية الشمس،
- بالمراكب التي تدفع الهواء إلى صحرائي؟.
- كاف لجسمك الغالب،
- أحتاجها لأطارد المجاز الغافل.
- أمام يبرق مهمل، الوريثان يختصمان،
- بينما أنشغل بارتداء حذائي!
- برفقة المطرودين إلى مجدهما،
- قمر الحاضر أيضاً، ينام في الفنادق.
- الوضوح ، أعمق الخسائر التي نرتكبها،
- عندما ظلام ما يدفن الأجراس.
- أتحسس مجهوليتي:
- يدي، لساني، أنفي، عيني،أذني…..
- أتحسس حياتي فأصرخ.
- الأقفال غسلت هواء أحْلاْمي،
- بظلام يكفي لإيقاظ غابة الغَاْئب
- الرَبِيْع النائم، يسرق انتباه السَّمَاْء القاسية،
- السَّمَاْء التي تؤبن الحاضر.
- وحتى انحسار الطوفان الحالي
- سبع أزهار، مرعوبة في الباب،
- تستقبل جثتي.
- سوى اعتدالك في المقعد
- ثمة أيضا،
- تلاش هائل يخبر عن حضورك.
- الحقول سبايا ،
- والأرض عارية حولي.
- ماذا أصنع بهذا الغياب الشاهق؟
- هذا كل ما يتاح من غيابك المقنع،
- هذا كل ما يتاح من صراخي.
المزيد...
العصور الأدبيه