الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مظلوم >> عاد من السماء >>
قصائدمحمد مظلوم
- كأعمى يكذبُ في الغابة
- ويسدُّ ثُقبَ الباب بأنفه،
- جاء بأخبارِ الأيام التي فرَّتْ من الحروب،
- ومدافنُه لمْ تزلْ باردة0
- رائحة أجْراس قديمة، تلوِّنُ النوم0
- تقدَّمْ000
- إنَّه ليسَ لأحد،
- وهؤلاءِ مواطنُوه
- يقطنونَ يأسَهم،
- كأنَّهُ يتزوَّجُ ماضيه باستمرار،
- كأنَّه يسْتبْدل أذنيه في الغابة!
- أعدْه إلى مهدِه
- وامسحْ يديكَ من روائحِ المنفى
- أعدْه إلى أوانه "الآن"
- لا لأنَّنا غُرباء
- بل لأنَّ أعماقَه تتلفَّتُ في المستقبل.
- أعدنا إلى دوائرَ مرسومةٍ بالماء
- عَلَىْ أرْضٍ لمْ يرْوها أحدٌ مِنْ قبلنا،أو بعدَهم
- أعدنا إلى السجونِ المهاجرة معنا
- حيث كلُّنا ميِّتون
- نهرب من صورِنا
- تاركين آباءنا في الصور بلا أبناء
- وفي القبور،
- بلا أحاديث عن الماضي.
- صفاته إنَّه ملغَّزٌ وشائع
- ولسانُه جنَّة بمسدَّساتٍ جريحة.
- مع هذا،
- يظْهرُ في الشَّوارعِ وخواتمُه تثرثر،
- فقيلَ إنَّه مطرودٌ من المجد
- وقيلَ محاربٌ
- ماتَ بكاملِ خوفِهِ
- وقيلَ: أسلحة المقْتول تنْزفُ عداواتٍ أيضاً
- كأنَّما الثأرُ
- بوقٌ عائمٌ عَلَىْ وحولٍ
- تطفو عليها أحذية المحاربين أيضاً
- وقيلَ إنَّهُ صفَّى حياتَه
- ـ ذلك المساء ـ
- ومشى إلى الحدودِ بغير خاتم
- حتى أشعلَ الأيَّامَ خلْفَهُ
- كلَّما تذكَّرَ شذرة خاتمَه
- فترهبنتْ أشجارٌ
- وتفرعنتْ أوثانٌ عَلَىْ صورتِه
- قيلَ أنَّ عداواتِه مازالتْ في الطباعة
- لهذا فهو يقضِّي نهارَه
- متنكرا بإعجابه0
- كأنَّه كثيرونَ ولا أحد
- مشْتمِلٌ بنار
- وحرائقُهُ هؤلاءِ المتشابهون
- أختام الخرافة تلطِّخُ روحَهُ
- وليس من جنَّة سواه0
المزيد...
العصور الأدبيه