الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> كمال خير بك >> الموت الآخر ... >>
قصائدكمال خير بك
- راحل، يا صديقي، الان مثلك في موتنا الاخر
- موتنا العربي
- (كان لنا موتان: موت الاخرين، وموتنا.
- كنا نموت لانهم ماتوا، ونبعث كي نموت
- ليولدوا)
- يا موتنا السري
- من يصغي اليك ومن يراك
- يا موتنا السري في كل الدقائق:
- موتنا العلني ليس سوى صداك!
- كنا نهضنا من سرير اليأس، نفتح المدائن والقلوب
- وحولنا زمن عجيب
- (زمن التجارة بالكرامة والتراب)
- وسلاحنا جرح، يغني أو صليب
- كنا انفجرنا من قناني الصمت
- من رمانة الرعب الجميل وقد رمتها الصاعقه
- فتناثرت فوق الكنائس والمساجد والسهول
- قلنا: انتهى عصر، و ها كل الخيول
- كل الخيول العاشقه
- عبرت سياج الخوف، وانتشرت على
- طول المسافة
- بين صوتك والصدى
- ورأيت كيف الموجة اتحدت بأشرعة المدى ...
- لكن - و"لكن" طعنة فصحى ... وتختصر
- العذابا - سألتك أجراس القيامة عن بلاد
- في أقاصي النوم لكن حين لم تجد الجواب
- جعلت من دمك الجوابا.
- سألتك أحجار الجليل عن الندى والبرتقال
- عن الخيام الباكيات بلا صدى
- ففتحت بابا،
- وصرخت : أين هم الرجال
- وبكيت، وانفجرت دموعك في أقاصي الارض
- وامتلأ المدى بالرعد:
- البعض خاف وعاد للنوم المطرز
- بالسلامه
- والبعض فر على كتاب أو خطاب،
- أو حمامه
- و.....
- والبعض قام،
- فقامت الدنيا. و قلنا: اليوم تبتديء القيامه
- لكن دموعك - أو قنابلك الحزينة -
- يا صديقي
- لاقت بمنتصف الطريق
- سداً من الجثث التي تخشى مغادرة القبور.
- حقلا من الاغنام من أقصى المحيط الى
- الخليج
- واذن ..
- واذن
- لمن هذا الضجيج؟؟
- ولمن نموت وموتنا جسر... وينتظر العبور؟!
المزيد...
العصور الأدبيه