الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> كمال خير بك >> الجدار الأخضر >>
قصائدكمال خير بك
- غرد على قلمي.. على قيثارتي
- اني أحسك في صدى أشعاري
- لهبا.. وعاصفة تثور.. وصيحة
- تجتاح قلب الشعب كالاعصار
- غرد ففي صدري شراع جائع
- يشتاق أن يلوي عناد الصاري
- أنا لا أطيق الصمت.. فاصرخ في فمي
- يا زارع البركان في أوتاري
- اني أغص مع الهتاف.. و تنحني،
- في لوعة الذكرى، غصون الغار
- هذا الجدار.. وخلفه لي قصة
- خرساء تكتمها حجار الدار.
- هذا الجدار.. يضم بعض هزيمتي
- وتشردي.. وتمزقي.. واساري
- هذا الجدار.. تنام فيه جحافلي
- وغداً تفيق على نداء الثار
- مهلا.. اذا مات السكون على يدي
- وانهار في زحف الجيوش جداري
- ستطل من هذا العرين براعمي
- وتقوم تهزأ بالردى أزهاري
- أشبال هذي الدار.. بعض عواصفي
- وزئيرهم شعري، و لحن كناري
- لن يركعوا تحت الظلام وان طغت
- خلف الظلام خناجر الاشرار
- لن يركعوا.. والحرف في أقلامهم
- من جمر ملحمتي وضوء نهاري
- *
- من أرض "بشمزين" لي أسطورة
- عبأت منها أكؤسي وجراري
- وأخذت أشرب.. لا قيود تصدني
- عنها، ولا صوت الغراب الضاري
- أحرقت فيها عتمتي وصوامعي
- وفرطت مسبحتي.. وبعت سواري
- وبدأت أرسي في "الصنوبر" زورقي
- وأقيم مينائي.. وأرض مطاري
- ما زلت أشرب.. والضفادع عربدت
- حولي، ورجع نقيقها الثرثار
- كالموجة انحسرت.. وذاب غرورها
- تكسرت عن صخري الجبار
- لا حقد يربض في فمي أو ساعدي
- لكنني ان قلت، لست أداري
- الظامئون.. لهم دمي و محبتي
- والجائعون، فتات لحمي العاري
- الحاسدون.. الجارحون روايتي
- الحاقدون.. الناهشون ستاري
- لن يخمدوا حبي ونار ألوهتي
- لن يطفئوا مجدي ونور مناري
- هذي الصواعق للخلود.. وللردى
- صوت الذئاب وعتمة الاسوار
- هذا الضجيج يموت خلف مواكبي
- هذا الفحيح يضيع بين غباري
- **
- من أرض "بشمزين" أنشر رايتي
- وأسير: حب الموت بعض شعاري
- فأنا هنا.. وهناك صرخة ثائر
- وهدير عاصفة.. ونبع دمار
- للغاصبين .. الغادرين بأمتي
- السارقين كرامتي وغماري
- من فرقوا شملي وشمل أحبتي
- من مزقوا لحمي و لحم صغاري..
- بالصخر.. بالطوفان.. بالدم.. بالردى
- بزلازلي.. بصواعقي.. بالنار
- سأرد عن هذا التراب نيوبهم
- وأزيح عن شعبي رداء العار
- ان شوهوا أمسي.. ففي مستقبلي
- شمس تبدد ظلمة الاثار
- ان قطعوا مني يميني.. أسرعت،
- لتعيد ملحمة النضال، يساري
- هذي جراحي.. كل جرح يرتمي
- درباً لهبة جيشنا الهدار
- سأظل أشعل للكفاح قصائدي
- وأقود، في جمر اللظى، تياري
- وعلى صليب الشعب أرفع جبهتي
- ما هم جسمي قسوة المسمار!!
المزيد...
العصور الأدبيه