الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> علي الجارم >> وَقَفْتَ تُجدِّد آثَارَها >>
قصائدعلي الجارم
وَقَفْتَ تُجدِّد آثَارَها
علي الجارم
- وَقَفْتَ تُجدِّد آثَارَها
- وتُنْشِرُ للعُرْب أشْعَارَها
- وتَرْجِعُ بَغْدادَ بعد الفَنَاءِ
- تُحدِّثُ للنَّاسِ أَخْبارَها
- وتَبْعَثُ حَسَّان من رَمْسِهِ
- وتُحِيي عُكاظَ وسُمَّارها
- بِشِعرٍ له نَبَراتٌ تَهُزُّ
- نِياطَ القُلوبِ وأوْتَارِها
- أطاعتْ قوافيه بعد الشماس
- جريء القريحة جبّارها
- ونظم له نَفَحَاتُ الرِّياضِ
- إذَا نَقَّط الطَّلُّ أزهارَها
- فمِن حِكمة ٍ عَلَّمتْها السِّنونَ
- حِوارَ النفُّوسِ وإِسْرَارَها
- لها صَفْحَة ُ الْكَوْن مَنْشورة ٌ
- يُتَرْجم بالشّعر أَسْطارَها
- وتَشْبِيبِ لاهٍ لَعُوبِ الشَّبابِ
- يُناجي السّماءَ وأقْمارَها
- تراه وَظِلُّ الصِّبَا وارفٌ
- جَموحَ العَرِيكة ِ مَوَّارَها
- يُغَني كَما صَدَحت أيْكة ٌ
- وقد نَبَّهَ الصبحُ أطيارها
- ويَبْكي فَيُبْكي رُسومَ الديارِ
- حَنَاناً عَليه وآثارها
- ويَنْسَبُ حتى يَلينَ الهَوَى
- وتَقْضي الصَبَابة ُ أَوْطارها
- وتنْسَى الكواعبُ آيَ الحِجابِ
- وتَبْكي العَجائزُ أعمارَها
- وتصْويرِ طَبٍّ صنَاع اليَدَيْن
- حَبَتْه الطَّبيعة ُ أَسرارها
- كأنَّ رُفائيلَ في كَفِّهِ
- يُعيدُ الفُنونَ وأَعْصارها
- يُريك إذا خَطَّ في طِرْسِه
- حياة َ القُرون وأدْوَارها
- ويَرْسُم أندُلُساً باليَرَاعِ
- فتلمِسُ كفُّك أَسْوارها
- وإن وَصَف الحربَ خِلْتَ الْحِرابَ
- تَسُدُّ من الأرض أقطارها
- فتُمْسِكُ جَنْبك ذعراً تخافُ
- قَناها وتَرْهَبُ بتَّارها
- أشَوْقِي وأنت طَبيبُ النُّفوسِ
- وَضَعْت عن النفس آصارَها
- نَصَرْتَ الفَضيلة َ مِن يَعْدِ أنْ
- طَوَاها الزمانُ وأنْصَارَها
- وجِئْتَ لمِصْرَ كعيسى المسيح
- تُفَتِّحُ للنّور أَبْصَارَها
- بِآيٍ تُفَصِّلَها مُحْكَمَاتٍ
- كأنَّ مِنَ الوَحْى أَفْكارَها
- تَرُدُّ الشبِيبَة َ للصالحاتِ
- وتَرْجِعُ للدِّين هَتَّارَها
- جَزَيْتُ بِشِعْرِك شعراً وهل
- تُجازِي الخمائلُ أمطارَها
- فكنتَ شَريفَ قَوافي البَيانِ
- وكنتُ بِفَضْلك مِهْيارَها
- فَغَرِّد كما شِئْتَ لافُضّ فُوكَ
- وعِش بَطَلَ الضّادِ مِغْوارها
المزيد...
العصور الأدبيه