الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> علي الجارم >> جَمَعَ الشُّجُونَ وَبدَّدَ الأَحْلاَمَا >>
قصائدعلي الجارم
جَمَعَ الشُّجُونَ وَبدَّدَ الأَحْلاَمَا
علي الجارم
- جَمَعَ الشُّجُونَ وَبدَّدَ الأَحْلاَمَا
- خَطْبٌ أَنَاخَ بَكلْكَلٍ وأَقَامَا
- أَخْلَى الكِنَانَة َ مِنْ أَمَرِّ سِهَامِها
- عُوداً وَرَاع النِيلَ والأَهْرَاما
- وعدَا عَلَى رَوْضِ الشَّبابِ وظِلِّه
- فَغَدا بِه رَوْضُ الشَّبَابِ حُطَاما
- غُصْنَان هَزَّهُمَا الصِّبَا فتَمَايلا
- وسَقَاهُما الأَمَلُ الرَّوِيُّ جِمَاما
- نَجْمان غالهُما الزَّمانُ فأصْبحَا
- بَعْدَ التَّألُّق والسُّطُوعِ رُكَاما
- نَسْران لو رَضِيَ القَضَاءُ لحلَّقا
- دَهْراً على أُفُقِ الدِّيارِ وَحَاما
- اِبْكِ الشَّبَاب الغَضَّ في رَيْعَانِه
- وأَفِضْ عَليه مِنَ الدُّمُوعِ سِجَاماَ
- وانثر أزاهيراً على الزهرالذي
- كانت له كل القلوب كمامَا
- وابْعَثْ أَنينَكَ للسَّحابِ شِكَاية ً
- فإلاَمَ تحْتَبِسُ الأَنِينَ إِلاَما
- لَهْفِي عَلَى أَمَلٍ مَضَى في لَمْحَة ٍ
- لَوْ دَامَ في الدُّنْيا السُّرُورُ لَدَاما
- لمْ نَشْكُرِ الأَيَّامَ عند بَرِيقِه
- حَتَّى أَخَذْنَا نَشْتَكِي الأَيَّاما
- لم تَلْمَحِ الْعَيْنُ الطَّمُوحُ شعُاعَه
- حَتَّى رَأَتْ ذَاكَ الشُّعاعَ ظَلاَما
- حَجَّاجُ لاقيْتَ اليقينَ مُكَافِحاً
- بَطَلاً وياشُهْدِي قَضَيْتَ هُمَاما
- رَكِبَا الهَوَاءَ وكلُّ نفْسٍ لَو دَرَتْ
- غَرَضٌ تَنَازَعُهُ المنُونُ سِهَاما
- والمَوْتُ يَلْقَى الأُسْدَ في عِريسِها
- ويَغُولُ حَوْلَ كِناسِها الآرَاما
- لا الدِّرْعُ تُصْبِحُ حينَ تَبْطِشُ كفُّه
- دِرْعاً ولاَ السَّيْفُ الْحُسَامُ حُسَاما
- رَكِبَا جَمُوحَ الْجَوِّ يَلْوِي رَأْسَه
- كِبْراً ويَأْنَفُ أَنْ يُنيلَ زِمَاما
- في عاصِفَاتٍ لم تُزَعْزِعْ مِنْهُما
- عزْماً كَحَدِّ السَّيْفِ أَوْ إِقْدَاما
- والْجَوُّ أَكْلَفُ والسَّماءُ مَرِيضَة ٌ
- واللَّيْلُ دَاجٍ والْخُطُوبُ تَرَامَى
- والمْوتُ يَخْفِقُ في جَنَاحَيْ جَارِحٍ
- مَلأَالفَضَاءَ شَرَاسَة ً وعُرَاما
- بسَمَا إلى الْخَطْب العَبُوسِ وإنّما
- يَلْقَى الكميُّ قَضَاءَه بَسّاما
- لَهْفِي عَلَى البَطَلين غالَهُما الرَّدَى
- لَمْ يَمْلِكا دَفْعاً ولاَ إِحْجَاما
- المَوْتُ تَحْتَهما يَصُولُ مُخَاتِلاً
- والمَوتُ فوقَهما يَحُومُ زُؤَاما
- ثَبَتَا لِحُكْمِ اللّه جَلَّ جَلاَلهُ
- والْخَطْبُ يَلْقَاه الكِرَامُ كِرَاما
- والسَّيْفُ أَكْثَرُ ما يُلاقِي حَتْفَه
- يومَ الكَرِيهة ِ صَرماً صَمْصَاما
- قد يُنْسىء ُ المَوتُ النِّمالَ بِجُحْرِها
- ويَغُولُ في آجَامِه الضِّرْغَاما
- ياهَوْلَها من لَحْظَة ٍ لا نَارُها
- بَرْدٌ ولاَ كَان اللَّهِيبُ سَلاَما
- هَلْ أَخْطَرا فِيها عَلَى بَالَيْهما
- النيلَ والآباءَ والأَعْمَاما
- والمَوْطِنَ الصَّدْيَانَ يَرْقُبُ عَوْدة ً
- وَيْلاَه قَدْ عادَا إِليهِ رِمَاما
- أَتَقَاسَما فيها الوَدَاعَ بلَفْظَة ٍ
- أَمْ لَمْ تَدَعْ لَهُما المَنُونُ كلاَما
- هل فكَّرا في الأُمِّ تندُب حَظَّها
- والزَّوْجِ تُسْكِتُ وَالهِينَ يَتَامَى
- إنّ السَّلامَة َ قد تَكونُ مَذَلَّة ً
- ويَكُونُ إقْدامُ الجريء حِمَاما
- والمرءُ يَلْقَى باختيارِ كِلَيْهِما
- حَمْداً يُحلِّقُ بِاسْمِه أَوْ ذَاما
- والمَجْدُ يَعْتَدُّ الْحَيَاة َ قَصِيرة ً
- ويَرَى فَناءَ الْخَالِدِين دَوَاما
المزيد...
العصور الأدبيه