قصائدعلي الجارم



مَنْ مُجِيرِي مِنْ حالِكات اللّيالِي
علي الجارم



  • مَنْ مُجِيرِي مِنْ حالِكات اللّيالِي

  • نُوَبَ الدَّهْرِ مالكُن ومالِي

  • قد طوَاني الظلامُ حتّى كأنِّي

  • في دَيَاجى الوجودِ طَيفُ خَيَال

  • كلُّ ليلٍ لهُ زَوالٌ ولَيْلى

  • دقَّ أطنابَهُ لِغَيرِ زَوَال

  • كلُّ ليلٍ لهُ نجومٌ ولكنْ

  • أينَ أمثالهُنَّ من أمثالي

  • تّثِبُ الشّمسُ في السماءِ وشَمْسي

  • عُقِلَتْ دُونَها بألْفِ عِقَال

  • لا أرَى حِينما أرَى غَيرُ حَظِّي

  • حَالِكَ اللَّونِ عَابِسَ الآمال

  • هو جُبُّ أعِيشُ فيه حزيناً

  • كاسِفَ النَّفسِ دائمَ الْبَلْبَالِ

  • ما رأتْ بَسْمة َ الشُّموسِ زَوَايا

  • هُ ولا دَاعَبتْ شُعَاعَ الْهِلال

  • فإذا نِمْتُ فالظَّلامُ أمامِي

  • أَوْ تيقَّظْتُ فالسَّوَادُ حِيالي

  • أتَقَرَّى الطّريقَ فيهِ بِكَفِّي

  • بين شَكٍّ وحَيْرَة ٍ وضَلال

  • وأُحِسُّ الهواءَ فهْوَ دَليلِي

  • عن يَميني أَسِيرُ أوْ عَنِ شِمالي

  • كُلّما رُمْتُ منه يَوْمًا خَلاصًا

  • عَجَزتْ حِيلَتي ورَثَّتْ حِبالي

  • عَبَثًا أُرْسِلُ الأنِينَ مِن الجُبِّ

  • إلى سَاكِني القُصُورِ العَوالي

  • مَنْ لسَارٍ بِلَيْلة ٍ طولُهاالعُمْ

  • رُيَجُوبُ اْلأَوْجالَ لِلأَوْجالِ

  • مُتَرَدٍّ في هَاوياَت وِهادٍ

  • لاهِثٍ فوقَ شامِخاَتِ جِبال

  • عند صَحْراءَ للأعاصيرِ فِيها

  • ضَحِكُ الْجِنِّ أو نَحيبُ السَّعالي

  • لم يَزُرْها وشْيُ الرّبيعِ ولكنْ

  • لك ما شئْتَ من نسيجِ الرِّمال

  • لَيْس للطيرِ فوقَها من مَطارٍ

  • أوْ بَنِي الإنْسِ حَوْلَها من مَجال

  • خَلَقِ اللّه قَفْرَها ثم سَوَّى

  • من ثَراهُ أنامِلَ البُخَّال

  • رَهْبة ٌ تَملأُ الْجَوانِحَ رُعْبًا

  • وأَدِيمٌ وَعْرٌ كحدِّ النِّصال

  • وامتدادٌ كأنَّه الأَمَلُ الطَّا

  • ئشُ مَا ضاقَ ذَرْعُهُ بمُحَالِ

  • سارَ فيها الأعمَى وَحِيداً شريداً

  • حائراً بينَ وَقْفَة ٍ وارْتحالِ

  • في هَجِيرٍ ماخَفَّ حَرُّ لَظَاه

  • بِنَسيمٍ ولا ببرْدِ ظِلاَلِ

  • مَلَّ عُكّازُه من الضَّرْبِ في الأر

  • ضِ على خَيْبة ٍ ورِقَّة ِ حال

  • يَرْفَعُ الصّوتَ لا يَرَى مِنْ مُجِيبٍ

  • أَقْفَرَ الكَوْنُ من قُلُوبِ الرّجال

  • مَنْ لِهَاوٍ في لُجَّة ٍ هِيَ دُنْيا

  • هُ وأَيَّامُ بُؤسِه المُتَوَالي

  • ظُلَمُ بَعضُها يُزاحِمُ بعْضًا

  • كَلَيالٍ كرَرنَ إِثْرَ لَيالي

  • يَفْتَحُ الَمْوجُ ماضِغَيْهِ فَيَهْوِي

  • ثمّ يطْفُو مُحطَّمَ الأَوْصال

  • لا تَرَى منه غيرَ كَفٍّ تُنادِي

  • حينما عَقَّه لسانُ المَقَالِ

  • والرِّياحُ الرِّياحُ تَعْصِفُ بِالْمِسِ

  • كينِ عَصْفَ الأيّامِ بالآجال

  • يَسْمَعُ السُّفْنَ حَوْلَه ماخِراتٍ

  • مَنْ يُبَالِي بِمِثْلِه مَنْ يُبَالِي

  • يسمُع الرَّقْصَ والأهازيج تَشْدُو

  • بَيْنَ وصْلِ الْهَوَى وهَجْرِالدَّلاَل

  • شُغِلَ الْقوْمُ عنه بالقَصْفِ والَّلهْ

  • وِ وهامُوا بِحُبِّ بِنْتِ الدَّوَالي

  • ما لَهُمْ والصَّريعَ في غَمْرة ِ اللُّ

  • جِّ يَصُدُّ الأهْوَالَ بالأهْوَال

  • لا يُريدُون أنْ يُشَابَ لهم صَفْوٌ

  • بِنَوْحٍ للبُؤْسِ أو إِعْوَال

  • هكذا تُمْحلُ القُلوبُ وأَنْكَى

  • أن تُباَهِي بذلكَ الإِمْحال

  • هكَذا تُقْبَرُ الُمرؤة ُ في النّا

  • س ويُقْضَى على كرِيمِ الْخِلال

  • مَنْ لهذا الأعْمى يَمُدُّ عصَاه

  • عاصِبَ البَطْنِ لم يَبُحْ بسُؤَالِ

  • مَنْ رآهُ يَرَى خَليطًا من البُؤ

  • سِ هَزيلاً يَسِيرُ في أسْمَال

  • هو في مَيْعَة ِ الصِّبا وتَراهُ

  • مُطْرِقَ الرَّأسِ في خُشُوعِ الكِهَال

  • ساكناً كالظَّلاَمِ يَحْسَبُهُ الرَّا

  • ءُونَ معْنًى لليأسِ فِي تِمْثَالِ

  • فَقَد الضَّوْءَ والحياة َ وهل بَعْ

  • د ضِيَاءِ العَيْنَيْن سَلْوَى لِسال

  • مَطَلَتْهُ الأيّامُ والناسُ حَقًا

  • فَقَضَى عَيْشَه شَهِيدَ المِطَال

  • مارَأَى الرَّوْضَ في مَآزِرِهِ الْخُضْرِ

  • يُبَاهِي بحُسْنِها ويُغَالي

  • ما رَأى صفحة َ السماءِ وَمَا

  • رُكِّبَ فيها مِنُ باهِرَاتِ الّلآلي

  • ما رَأى النِّيلَ في الْخَمائلِ يَخْتَا

  • لُ بأذيالِهِ العِراضِ الطِوالِ

  • ما رَأى فِضَّة َ الضُّحَى في سَنَاها

  • أوْ تَمَلَّى بعَسْجَدِ الآصال

  • فدعوه يَشْهَدْ جَمَالاً من الإِحْسَ

  • انِإِنْ فاتَه شُهُودُ الْجَمال

  • ودعوه يُبْصِرْ ذُبَالاً من الرَّحْمَة ِ

  • إِنْ عَقَّه ضِياءُ الذُّبَال

  • قد خَبَرتُ الدُّنيا فلم أرَ أَزْكَى

  • مِنْ يَمينٍ تَفتَّحتْ عَنْ نَوَال

  • أيُّها الوَادِعُون يَمْشُون زَهْواً

  • بَيْنَ جَبْرِيّة ٍ وبَيْنَ اخْتِيالَ

  • يُنْفقُوِن القِنْطارَ في تَرَفِ العَيْ

  • شِ ولا يُحْسنون بالمِثقال

  • ويَرْونَ الأَموالَ تُنْثرُ في الّلهْ

  • وِ فلا يَجْزَعون ِلْلأَمْوَال

  • إِن في بَلْدَة ِ الُمُعِزِّ جُحُوراً

  • مُتْرَعاتٍ بأدْمُعِ الأَطْفَالِ

  • كلُّ جُحْرٍ بالبُؤْسِ والفَقْرِ مملو

  • ءٌ ولكنّه من الزَّادِ خالي

  • بَسَقَتْ فيه للجَرَاثيمِ أفْنا

  • نٌ تدلَّتْ بكلِّ داءٍ عُضاَل

  • لوْ رأيتَ الأشباحِ مِنْ ساكنيه

  • لرَأيْتَ الأطْلاَلَ في الأطْلال

  • يَرْهَبُ النُّورُ أنْ يمرَّ به مَ

  • رَّا وتَحْشَى أذَاهُ ريحُ الشَّمَال

  • تَحْسِبُ الطفلَ فِيه في كَفَنِ الموْ

  • تَى وقَدْ ضمَّه الرِّدَاء البالي

  • أيّها الأغنياءُ أين نَدَاكُمْ

  • بَلَغ السّيْلُ عالياتِ القِلال

  • هُمْ عِيالُ الرَّحمنِ ماذا رأَيتُمْ

  • أو صَنَعْتُم لهؤلاءِ العِيالِ

  • رُب أعمَى له بصيرة ُ كَشْفٍ

  • نفذَتْ من غَيَاهِبِ الأَسْدالِ

  • أَخَذَ اللّه مِنهُ شيئًا وأَعْطَى

  • وأعَاضَ المِكْيالَ بالْمِكْيال

  • يَلْمَحُ الْخَطْرة َ الْخَفِيَّة َ للنفْ

  • سِ لها في الصُّدورِ دَبُّ النمَال

  • ويَرَى الحقَّ في جَلاَلة ِ معنا

  • هُ فيحيا في ضَوْءِ هذا الْجَلاَل

  • كان شَيْخُ المَعَرَّة ِ الكَوْكَبَ السَّا

  • طِعَ في ظُلْمة ِ الْقُرُونِ الْخَوَالي

  • فأتَى وهْوَ آخِرٌ مِثْلَما قا

  • ل بما نَدَّ عَنْ عُقُولِ اْلأَوَالي

  • أنقِذُوا العَاجزَ الفَقِيرَ وصُونُوا

  • وَجْهَه عن مَذَلَّة ٍ وابْتِذَال

  • علِّموهُ يَطْرُقْ مِنَ العَيْشِ بابًا

  • وامْنَحُوه مَفَاتِحَ الأَقْفَالِ

  • لاتَضُمُّوا إلى أَسَاهُ عَمَى الْجَهْ

  • لِ فَيَلْقَى النكَالَ بَعْد النكَال

  • كُلُّ شيءٍ يُطاقُ مِنَ نُوَبِ الأَيَّامِ

  • إِلاَّ عَمَاية َ الْجُهَّال

  • علِّموه فالِعلْمُ مِصْباحُ دُنْيا

  • هُ ولا تَكْتَفُوا بصُنْعِ السِّلاَل

  • إنْ جَفَاهُ الزّمانُ والآلُ والصّحْ

  • بُ فكونوا لِمِثْله خيرَ آلِ

  • نَزلَ الوَحْيُ في التَّرَفُّقِ يالأع

  • مَى وبْسطِ اليديْنِ للسُّؤَال

  • سوف تتلو الأجيالُ تاريخَ مِصْرٍ

  • فأعِدُّوا التاريخَ لِلأَجْيال

  • بالأيادِي الحِسانِ يُمْحَي دُجَى البؤ

  • سِ وتَسْمُو الشعوبُ نَحَو الكَمال

  • يَذْهبُ الفقرُ والثَّراءُ ويَبْقى

  • مابَنَى الخِّيرونَ من أَعْمال



أعمال أخرى علي الجارم



المزيد...

العصور الأدبيه

اغرب الرياضات في العالم لم تسمع عنها من قبل !

اغرب الرياضات في العالم لم تسمع عنها من قبل !



تجنب هذه الأخطاء عند شراء شقتك