الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> علي الجارم >> للّه يومٌ جَرَى باليُمْن طائرُه >>
قصائدعلي الجارم
للّه يومٌ جَرَى باليُمْن طائرُه
علي الجارم
- للّه يومٌ جَرَى باليُمْن طائرُه
- ورُدِّدت في فَمِ الدّنْيا بَشَائرُه
- يومٌ تَحلّى بِحُسْنِ الوَعْدِ أَوّلُه
- كما تَلاْلأَ بالإنْجازِ آخِرُه
- ترقَّبَتْ مصرُ فيه الصُّبْحَ مبتسماً
- يلُوحُ بالْخير والإسعادِ سَافرُه
- يومٌ أعادَ إلى الأيّام نَضْرَتَها
- كما أعادَ جَمالَ الرَوْض ماطرُه
- يوم تجلَّى به الفاروقُ مُؤْتَلِقاً
- كالبَدْر يجتذب الأبصارَ باهرُه
- بدَا فكبَّرَتِ الدّنيا لِموْلِدِه
- واستبشرَ الدِّينُ واهتَّزتْ مَنَابرُه
- سُلاَلة ُ الشَّرَفِ العاليِ وصفْوتُه
- ونُخْبَة ُ الْجَوْهَر الصَّافِي ونَادِرُه
- زينُ الشَّبابِ لهُم من هَدْيه قَبَسٌ
- ماضلَّ فيه طريقَ المَجْد عابِرُه
- أقامَ في كلِّ قلْبٍ فَهْوَ حَبَّتُهُ
- وحَلَّ في كُلّ طَرْفٍ فَهْوَ نَاظرُه
- رقَّتْ شَمَائلهُ عزَّتْ أَوَائلُه
- لاحَتْ مَخَايِلُه طابَتْ عَناصرُه
- فَارُوقُ يابْنَ الأُلَى شادُوا بِهِمَّتِهم
- مُلْكاً عَلَى الدّهْرِ لاتَبلَى مَفَاخِرُه
- آثارُهم تبهَرُ الأيْامَ جِدَّتُها
- والنيلُ يَشْهَدُ ماضِيه وحاضِرُه
- راضوا الْجَمُوحَ فأعطاهُمْ مَقَادتَه
- وذلَّلو الصَّعْبَ حتى لاَنَ نافرُه
- يا ابْن الْمَلِيكِ الّذِي عَمّتْ فَوَاضِلُه
- وكللَتْ هَامَة الدُّنيا مآثرُه
- أحْيا لَنَا المجْدَ حتَّى عادَ دَارِسُه
- وأشْرَقتْ في رُبا الوَادِي أزاهُره
- جَرَت على ألْسُنِ الأيّام مْدْحَتُه
- حتى توَّهمْتُ أنَّ الدّهْرَ شاعِرُه
- المُلْكُ في ظلِّه طَابتْ مَشارِعُه
- والدِّينُ في عْهدِه قَامَتْ شَعَائِرُه
- فانظر تجدْ أملاً في كلِّ ناحية ٍ
- العزُم يمليه والْحُسنَى تُؤازرُه
- فاروقُ أنت لآمال الشباب حمى ً
- وباعثُ المثل الأعلى وناشرُه
- لما دُعيتَ أميراً للصعيد زهت
- به القبائلُ وازدانت حواضرُه
- وعاده مجدُه الخالي يشافِهُه
- وجاء تاريخُه الماضي يُسامرُه
- لازلت قرَّة َ عين الملك تحرسُه
- عينُ المهيمنِ والدنيا تُظاهرُه
- ودام ملكُ فؤادٍ في علاً وسناً
- وعاش للنيل مولاه وناصرُه
المزيد...
العصور الأدبيه