الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> علي الجارم >> صادِحَ الشَّرْقِ قَدْ سَكَتَّ طَوِيلاَ >>
قصائدعلي الجارم
صادِحَ الشَّرْقِ قَدْ سَكَتَّ طَوِيلاَ
علي الجارم
- صادِحَ الشَّرْقِ قَدْ سَكَتَّ طَوِيلاَ
- وَعَزِيزٌ عَلَيْهِ أَلا تَقُولاَ
- أَيْنَ ذَاكَ الشعْرُ الذي كُنْتَ تزْجِيهِ
- فَيَسْرِي في الأَرْضِ عَرْضاً وَطُولا
- قَدْ سَمِعْنَاهُ في الْمَزَاهِرِ لَحْناً
- وَسَمِعْنَاهُ فيِ الْحَمامِ هَدِيلا
- وَشَمِمْنَاهُ فِي الْكَمائِمِ زَهْراً
- وَشَرِبْنَاهُ فِي الْكُؤُوسِ شَمُولا
- تَنْهَبُ الدُرَّ مِنْ عُقُوِدِ الْغَوَانِي
- ثُمَّ تَدْعُوهُ فاعِلاتُنْ فَعُولاَ
- خَطَرَاتٌ تَسِيرُ سَيْرَ الدَرَاري
- آبِياَتٍ عَلَى الزمانِ أُفُولاَ
- تَخْدَعُ الْجَامِحَ الشمُوسَ مِنَ الْقَوْ
- لِ فَيُلْقِى الْعِنانَ سَهْلاً ذَلُولا
- غَزَلٌ كالشبَابِ أَسْجَح رَيَّا
- نُ يُذِيبُ الْقَاسِي ويُدْنِي الْمَلُولا
- وَنَسِيبٌ يَكادُ يَبْعَثُ فِينَا
- مِنْ جَدِيدٍ كُثَيِّراً وَجَمِيلاَ
- وَقَوافٍ سَالَتْ مِنَ اللُّطْفِ حتَّى
- لَحَسِبْنَا المجتث منها طويلا
- نَقدتْ جَيّد الكلام وخلّت
- سقطاً مِنْ وَرَائِها وفُضُولاَ
- عَبِثَتْ بالْوَلِيدِ ثُمَّ أَرَتْهُ
- مِنْهُ أَنْقَى مَعْنًى وَأَقْوَمَ قِيلاَ
- لَوْ وَعَاهَا مَا اهْتزَّ يُنْشِدُ يَوْماً
- ذَاك وادِي الأَرَاكِ فَاحْبِسْ قَلِيلاَ
- قِفْ مَشُوقاً أَوْ مُسْعِداً أَوْ حَزِيناً
- أَوْ مُعِيناً أَوْ عَاذِراً أَوْ عَذولاَ
- بَرَزَتْ نَفْسُهُ بِها فَرَأَينَا
- هُ نَبِيلاً يَنُثُّ قَوْلاً نَبِيلاَ
- هَبَطَتْ حِكمَة ُ الْبَيانِ عَلَيْهِ
- فَاذكُروا فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلاَ
- لَوْ شَهِدْتَ الردَى يَحُومُ عَلَيْهِ
- وَالْمنَايَا تَرْمِي لَهُ الأُحْبُولاَ
- لَرَأَيْتَ الطّوْدَ الأَشَمَّ الَّذِي كَا
- نَ مَنِيعَ الذرَا كَثِيباً مَهِيلاَ
- وَرَأَيْتَ الصمْصامَ لاَ يَقْطَعُ الضِغْ
- ثَ وَقَدْ كَانَ صَارِماً مَصْقُولاَ
- وَرَأَيْتَ الرُّوحَ الْخَفِيفَة َ حَيْرَى
- إِنَّ عِبْءَ السقَامِ كَانَ ثَقِيلاَ
- شيَّعَ الدَّمْعُ يَوْمَ شَيَّعَ صَبْرِي
- دَوْلَة ً فَخْمَة ً وَعَصْرًا حَفِيلا
- خُلقٌ لَوْ يَمَسُّ هَاجِرَة َ الْقَيْ
- ظِ لأَمْسَتْ عَلَى اْلأَنَامِ أَصِيلاَ
- وَخِلالٌ مِثْلُ النَسِيمِ وَقَدْ مَ
- رَّ بِزَهْرِ الربَا عَلِيلاً بَليلاَ
- وَحَدِيثٌ حُلْوُ الْفُكَاهَة ِ عَذبٌ
- لَمْ يَكُنْ آسِناً وِلاَ مَمْلُولاَ
- يُذْهِلُ الصَبَّ عَنْ أَحادِيثِ لَيْلاَ
- هُ وَيُنْسِيهِ حَوْمَلاً وَالدخُولاَ
- يقصُرُ الَّليْلُ حِينَ يَسْمُرُ صَبْرِي
- بَعْدَ أَنْ كَانَ نَابِغِيًّا طَوِيلاَ
- يَوْمَ صَبْرِي هَدَمْتَ لِلْمَجْدِ رُكْنَاً
- وَتَرْكْتَ الْعَلْيَاءَ أُمّا ثَكُولاَ
- يَوْمَ صَبْرِي أَغْمَدْتَ فِي التُرْبِ سَيْفاً
- حِينَ جَرَّدْتَ سَيْفَكَ الْمَسْلولاَ
- إِنَّمَا نَحْنُ فِي الْحَياة ِ إِلَى
- حِينٍ شَبَاباً وَفِتْية ً وَكُهُولاَ
- نَتَمَنَّى الْحَياة َ جِدَّ تَمَنٍّ
- وَهْيَ لَيْسَتْ إِلاَّ مَتَاعاً قَلِيلاَ
- وَقَفَ الطِبُّ حَائِراً وَالْمَنَايَا
- ساخِرَاتٍ يَغْتَلْنَ جِيلا فَجِيلاَ
- دَوْرَة ُ اْلأَرْضِ كَمْ أَمَدَّتْ قَبِيلاً
- بحَيَاة ٍ وَكَمْ أَبَادَتْ قَبِيلاَ
- نَضْرَة ٌ فِي أَزَاهِرِ الصُبْحِ تُمْسِي
- بَعْدَ لأَيٍ تَصَوُّحاً وذُبُولاَ
- رُبَّ قَصْرٍ قَدْ كَانَ مَلْعَبَ أُنْسٍ
- صَيَّرَتْهُ اْلأَيَّامُ رَبْعاً مُحِيلاَ
- وَفَتَاة ٍ طَوَى مَحاسِنَهَا الدَهْ
- رُ بَنَانًا غَضًّا وَخَدًّا أَسِيلاَ
- نَأْكلُ اْلأَرْضَ ثُمَّ تَأْكُلُنَا اْلأَرْ
- ضُ دَوَالَيْكَ أَفْرُعاً وَأُصُولاَ
- يامَلِيكَ الْبَيَانِ دَعْوَة َ خلٍّ
- وَجَد الصَبْرَ بَعْدَكُمْ مُسْتَحِيلاَ
- أَنا أَرْثِيكَ شاعِراً وأَديبًا
- ثُمَّ أَبْكِيكَ صَاحِباً وخَلِيلاَ
- قلْ لِحَسَّانَ إِنْ مَرَرْتَ عَلَيْهِ
- فِي ظِلاَلِ الْفِرْدَوْسِ يُطْري الرَّسُولاَ
- إِنَّ مِصْرًا أَحْيَتْ مَوَاتَ الْقَوَافِي
- وَأَقَامَتْ عَمُودَهَا أَنْ يَمِيلاَ
- وَأَعَادَتْ إِلَي سَلِيلَة ِ عَدْنَا
- نَ شَبَاباً غَضًّا وَمَجْداً أَثِيلا
- قُلْ لَهُ غَيْرَ فاخرٍإنَّ صَبْرِي
- بَعْدَ سَامِي هَدَى إِلَيْها السَبِيلاَ
- وَيْكَ يا قَبْرُ صِرْتَ لِلْفَضْل مَثْوَى
- لا يُسَامَى وللنُّبُوغِ مَقِيلاَ
- فِيكَ كَنْزٌ لَمْ تَحْوِ أَرْضُ الفَرَاعِينِ
- لَهُ بَيْنَ لاَبَتَيْهَا مَثيلاَ
- فِيكَ سِرٌّ الْجَلالِ والْخَطْبُ فِيهِ
- كَانَ يَاقَبْرُ لَوْ عَلِمْتَ جَلِيلاَ
- ضُمَّهُ ضَمَّة الْكَمِيِّ حُسَاماً
- تَرَكَ النَّصْرُ حَدَّهُ مَفْلُولاَ
- لَهْفَ نَفْسي عَلَيْهِ يَفْتَرِشُ التُرْ
- بَ وَقَدْ كَانَ لِلسماكِ رَسِيلاَ
- لَهْفَ نَفْسِي عَلَيْهِ لَوْ كَانَ يُجْدِي
- لَهْفَ نَفْسِي أَوْ كَانَ يُغْنِي فَتِيلاَ
- كُنْ عَلَيْهِ ياقَبْرُ رُوحاً وَرَيْحَا
- ناً وَمَثْوًى رَحبْاً وَظِلاًّ ظَلِيلاَ
- لَمْ يَمُتْ من يَزُولُ مِنْ عَالَم ِالْحِ
- ناً وَمَثْوًى رَحبْاً وَظِلاًّ ظَلِيلاَ
المزيد...
العصور الأدبيه