الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> علي الجارم >> حَلّقَ النسْرُ كما شاء وَصاحْ >>
قصائدعلي الجارم
حَلّقَ النسْرُ كما شاء وَصاحْ
علي الجارم
- حَلّقَ النسْرُ كما شاء وَصاحْ
- ورمَى بالقيدِ في وجهِ الريَاحْ
- وجلا عن ريشِه العارَكمَا
- تنجلي الأصداءُ عن بيضِ الصفاح
- وأطاحَ القفصَ المشئوم لا
- تعرفُ الجنُّ متى أو أيْنَ طَاح
- كم قضى الليل به مستيئساً
- جَزِعاً بين أنينٍ ونُواح
- ولكم حنَّ إلى أوطانِه
- قَلِقَ الأضلاعِ خَفّاقَ الْجَنَاح
- يُرسِلُ العينَ فلا يلقَى سوى
- لُججٍ خُضْرٍ دميماتٍ شِحاح
- يشتكي لليل في وحشتِه
- فإذا غاب تشكَّى للصبَاحْ
- ذهب الماضي مَجيداً حافِلاً
- رحمة ٌ اللهِ عليه أين رَاح
- أإسارُ الحرِّ حقٌّ سائغٌ
- وإباءُ الحرِّ شيءٌ لا يُبَاح
- وإذا مُدّتْ لإحسانٍ يَدٌ
- هزّت الفِتنَة ُ أطرافَ الرمَاحْ
- وإذا جفّتْ لَهاة ٌ ظمأً
- ضنّتِ الأنفسُ بالماءِ القَرَاح
- وإذا مال أخٌ نحو أخٍ
- ملأ الأفواهَ شَغْبٌ وصِيَاح
- وإذا أنّ جَريحٌ دَنِفٌ
- لطبيبٍ قيل لاتشكُ الْجِرَاح
- هل على المفجوعِ في أوطانِه
- حَرَجٌ إنْ ردّد الشكوَى وبَاح
- أو على من رام أن يحيا كما
- يتمنَّى الحرُّ ذنبٌ أو جُناحْ
- أو على العاني مَلامٌ إنْ رنَا
- بعدَ عشرينَ لإطلاقِ السَراح
- ثم قالوا لم يصُنْ ميثاقَهُ
- ونبا عن خُلُقِ العُرْبِ السمَاح
- أيُّ عهدٍ يرتضيه باسلٌ
- عربيُّ النَبْعِ ريفيُّ الجمِاحِ
- أيُّ عهدٍ هو أن أُذْبحَ من
- غيرِ سكِّينٍ ولا أشكو الذباح
- هو عهدُ الذئبِ يُمليه على
- شاتِهِ المِخْلَبُ والنابُ الوَقَاح
- وهو القوّة ُ ما أجرأَها
- إنْ مشَتْ يوماً إلى الحقِّ الصَراح
- كم سلاحٍ صالَ من غيرِ يَدٍ
- ويدٍ تدفَعُ من غيرِ سِلاَح
- قصد الفاروقَ يبغِي موئِلاً
- في رِحابٍ لِبَني العُرْبِ فِسَاحْ
- همّة ٌ جاءت تناجى همَّة ً
- ويدٌ مُدّتْ إلى أكرمِ رَاحْ
- مَلِكٌ يرنو لعُلْيَا مَلِكٍ
- وطِماحٌ يتسامى لِطمَاح
- فثوى َ في خيرِ غمدٍ آمناً
- صَارِمٌ أرهفَهُ طولُ الكِفَاح
- لم يجدْ غيرَ بشاشاتِ المُنَى
- وارتياحٍ للندَى أيِّ ارتيَاح
المزيد...
العصور الأدبيه