الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> حمزة قناوي >> موعد مع الصمت >>
قصائدحمزة قناوي
- إذا أتيتُ لِلِّقَاء في مساء غدْ
- لا تطلبي الحديث من سكوتى الطويل
- لا تطلبي من حزنى العميق أن يرُدْ
- لأنما ستلمحينني أدور في السماء بالعيون
- وما عرفت ما أقول بعد !
- لا تتركي ارتباكك الحزين ي ملامحك
- وترتمي ظلاله بوجهك الجميل
- بوجهك المضاء بالعذاب دون حد !
- إن تلمحي عوالم الأسى بمقلتي تُمَد
- أرثي بها تهشم الحياة خلفنا
- مودعاً ضياعها إلى الأبدْ
- فقط تلمسي أصابعي براحتك
- وحاولي أن تمنحي تعاستي ابتسامةً بِوِدْ .
- ---------------------------------
- لا تعلمين أنت أن حزنى الغريب إن يزورني
- يقودُ خطوتي
- يسير بي إليك دائماً بغير قصد !
- أمضي بدربك الطويل شارداً
- والناس من حولي كأنها ظلال
- أشباحها تطل باكتئابها المخيف
- تحيطني فأرتعد !
- ألوذ بالفرار
- أحاول الهروب في مدينةٍ فضاؤها بنايةٌ وسَدْ !
- لكنَّ طيف وجهك الجميل
- يلوح بالمدى
- يزيح من أمامى البناء والسياج
- ويمنح ابتسامةً لوجهى الكليل
- فترتمي رحابةٌ بغير حدْ.
- ------------------------------------
- عيناك لحظة اللقاء
- عرسان من أسى ومن شقاء
- تحاولان لمس عالم الضياء والأنوار
- لكنما السواد في العيون يستبد !
- --------------------------------
- ها نحن في طريقنا معاً
- الليل والزحام والأضواء مهرجان
- ونحن هاربان من جنون هذه المدينة / الجحيم
- نطل في مسوخها الشوهاء
- هذه التي تسير في دروبها بلا عدد !
- لكنني نظرت في عينيك باسمًا
- ( والحزن في العيون يلتقي فيتحد ) !
- ووقتها شعرت أنني سعيد
- أن الحياة أقبلت من بعد طول صد
- حلمت لو نسير تاركين بؤسنا وراء خطونا
- لو نستطيع الانفلات من طاحونة الحياة خلفنا ولم نعد !
- حلمت لو عرفت أن أقول كم أحبكِ
- ولو قدرت أن أزيح صمتى الطويل كي أرد
- حلمت .. كم حلمت !
- وعندما مضيت آخر المساء
- همست في قرارة السكون في الأعماق :
- "لربما أقول كل ما أريده مساء غدْ " !
المزيد...
العصور الأدبيه