الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> حمزة قناوي >> الصباحُ الذي لا يجيء >>
قصائدحمزة قناوي
الصباحُ الذي لا يجيء
حمزة قناوي
- جارتي مَدَّت من العينينِ نافِذَتيْ أمل
- ورَمَت عليَّ ضياهُما
- ومَضَتْ تُشيرُ ببسمةٍ جذلى إليَّ
- ..لعلَّني أرنو إليها من ذهولِ كآبتي أو أستفيقْ
- " يا جارتي ما بيننا بحرٌ عميقْ
- بيننا بحرٌ من العجزِ رَهِيبٌ وَعمِيقْ " *
- حتى ابتسامتكِ الشفيفة لن تضيءَ ليَ النهارَ
- ولن تُذَلِّلَ لي الطريقْ
- أنا لستُ إلاَّ واحداً مِمَّن يَجيئُونَ الحَياةَ لِيكدَحُوا في ليلِها
- وتضنُّ ساخطةً عليهم بالصباحِ .. فلا شروقْ ..
- .. يأتي إلى غديَ المُضيِّعِ في الشقاءِ وفي الأسى
- بالبهجةِ العذراء تنتشِلُ الفؤادَ المُتعسَ المُلقى هُناكَ
- .. بِجُبِّ وحشتِهِ السحيقْ
- ولرُبَّما أنفَقْتُ أيَّامي لأرسُمَ بسمةً تعلو وجوه الآخرين
- فالآخرونَ لهُم صَبَاح
- وليس في دربي سوى الظُلُمات
- .. كدَّسها الشقاءُ على متاهاتِ السنين
- دربي عسيرٌ لو علِمتِ كأنَّما مُدَّت مسالِكُهُ الأليمةُ عبر أنَّاتِ الحياة ..
- .. من الجحيمِ إلى الجحيم
- دربي أليم
- تمضي بهِ الأيَّامُ عابِسةً مُرَنَّحةَ الخُطَى هَمَّاً ..
- .. إلى قدري البَهيم
- يا جارتي عيناكِ غارقتانِ في حُلمٍ بهيج
- ترنو إلى غدِكِ الأمير
- غدِكِ المليء بالابتسامِ وبالورودِ وبالأريجِ ..
- .. على بساطٍ من حرير
- وبضحكةِ الأطفالِ صافيةً كنبعٍ قد ترقرقَ باسِمَاً
- ويدينِ تشتبِكانِ في حُلمٍ تَوَحَّدَ ..
- .. ضَمَّهُ بيتٌ صغير
- عيناكِ تحلمُ بالصباحِ وليس في دُنياي شيءٌ من صباح
- هو لن يجيءَ لبؤسِ أيَّامي العِجاف
- لسنينيَ العمياءَ تستُرُ عوزها بالكدِّ
- ليست تبتغي حُلماً سوى خبز الكفاف
- هو لن يجيء وعالمي مُتَرَنِّحٌ بِيَدِ الرِّيَاح !
- فلتُسدِلي أهدابَكِ الحسناءَ فوقَ تَلَهُّفِ الحُلمِ البَريء
- وامضي إلى غدِكِ البهيِّ وحيدةً مِنِّي ..
- .. إلى غدِكِ المُضيء
- أمَّا أنا فشقائيَ المُمتَدُّ قدَّرَ لي مُعايشةَ الظلامَ
- ونَقلَ أحجارِ السنين
- تهدُّ كاهليَ الفقير
- امضي إلى غدكِ الهنيء
- ودعي الشقاءَ يسوطُ من قد عُذِّبوا في لَيْلِهِم
- من أجلِ صُبحٍ لا يجيء
المزيد...
العصور الأدبيه