الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إيليا أبو ماضي >> مصرع القمر >>
قصائدإيليا أبو ماضي
- لوعة في الضلوع مثل جهنّم
- تركت هذه الضلوع رمادا
- بتّ مرمى للدهر بي يتعلّم
- كيف يصمي القلوب و الأكبادا
- كيف ينجو فؤاده أو يسلم
- من تمادى به الأسى فتمادي
- أنا لولا الشعور لم أتألّم
- ليت هذا الفؤاد كان جمادا
- كيف لا أبكي و في العين دموع
- كيف لا أشكو و في القلب صدوع
- قلّ في الناس من صبر مختار
- ****
- لحظة ، ثمّ صار ضحكي و جيبا
- و نشيجا ، و النوم صار سهادا
- ربّ لمّا خلقت هذي الخطوبا
- لم لم تخلق الحشا فولاذا
- كلّما قلت قد وجدت حبيبا
- طلع الموت بيننا يتهادى
- صرت في هذه الحياه غريبا
- ليت سهدي الطويل كان رقادا
- فتجلّد أيّها القلب الجزوع
- أو تدفّق كلّما شاء الولوع
- عندما أو دما هدر أو نارا
- ****
- كان بين الكرى و بيني صلح
- فأراد القضاء أن نتعادى
- لم أكد أخلع السّواد و أصحو
- من ذهولي حتّى لبست السوادا
- في فؤادي ، لو يعلم الناس ، جرح
- لا يلاشي حتّى يلاشي الفؤدا
- يا خليلي ، هيهات ينفع نصح
- بعدما ضيّع الحزين الرشادا
- أنت لا تستطيع إحياء الصريع
- و أنا ، حمل الأسى لا أستطيع
- ذا الذي صيّر الكدر إكدارا
- ****
- يا ضريحا على ضفاف الوادي
- جاد من أجلك الغمام البلادا
- فيك أودعت ، منذ ست ، فؤادي
- و برغمي أطلت عنك البعادا
- غير أنّي ، و إن عدتني العوادي
- ما عدتني بالرّوح أن أرتادا
- أنبتت حولك الزهور الغوادي
- و اللّيالي أنبتن حولي القتادا
- و ذبول الغصن في فصل الربيع
- لو رآه شجر الروض المريع
- جمد الماء في الشجر محتارا
- ****
- كيف لا يتّقي الكرى أجفاني
- و جفوني قد استحلن صعادا
- و دموعي بلونها الأرجواني
- منهل ليس يعجب الورّادا
- و الذي في الضلوع من نيران
- صار ثوبا و مقعدا ووسادا
- كيف يقوي على الشدائد عان
- أكل السقم جسمه أو كادا
- فإذا ما غشى الطرف النجيع
- فتذكّر أنّه القلب الصديع
- كظّه الحزن فانفجر انفجارا
- ****
- طائر كان في الربى يتغنّى
- أصبح اليوم يحمل الأصفادا
- غصن كان و الصبا يتثنّى
- هصرته يد الردى فانآدا
- نال مني الزمان ما يتمنّى
- و أبى أن أنال منه مرادا
- و تجنّى ما شاء أن يتجنّى
- و استبدّت صروفه استبدادا
- حطّم السيف و ما أبقى الدروع
- و تداعى دونه السور المنيع
- و أراني من العبر أطوارا
- ****
- ما لهذي النجوم تأبى الشروقا
- أتخاف الكوكب الأرصادا
- فرط البين عقدها المنسوقا
- أم لما بي البياض سوادا
- أم فقدن كما فقدت شقيقا
- فلبسن الدجى عليه حدادا
- ما لعيني لا تبصر العيّوفا
- و لقد كان ساطعا و قّادا
- سافرا يختال في هذا الرفيع
- هل أتاه نبأ الخطب الفظيع
- أم رأى مصرع القمر فتوارى
- ****
- سدّد الدهر قوسه ورماني
- لم تحد مهجتي و لا السّهم حادا
- هكذا أسكتت صروف الزمان
- بلبلا كان نوحه إنشادا
- فهو اليوم في يد السّجّان
- يشتهي كل ساعة أن يصادا
- فاحسبوني أدرجت في الأكفان
- إن أنفتم أن تحسبوا القول بادا
- ليس في هذي و لا تلك الربوع
- ما يسلّي النفس عن ذاك الضّجيج
- قبره ، جادك المطر مدرارا
المزيد...
العصور الأدبيه