الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إيليا أبو ماضي >> الطيران >>
قصائدإيليا أبو ماضي
- او رأى "آدم "فتاه لزال الحقد
- من قلبه على حوّاء
- صيّر الأرض جنّة دونها الجنّة
- في الحسن والبه والروّاء
- ما أظنّ النعيم فيه الذي في الأرض من بهجة ومن لألاء
- كلّ ما في الوجود للمرء عبد
- وهو عبد الشهوات والأهواء
- كائن كلّ كائن حار فيه
- فهو حلو مرّ ودان ناء
- وهو طورا يكون نصف أله
- وهو طورا أدنى من العجماء
- عجبا كيف طاعه الطّين والماء
- وما كان غير طين وماء
- ساد في الكون مثلما ساد فيه
- خالق الكون مبدع الأشياء
- فهو في الماء سابح وعلى الغبراء
- ماش وطائر في الفضاء
- اتخذ الجوّ ملعبا ثم أمسى
- راكضا في الهواء ركض الهواء
- فهو فوق السّحاب يحكيه في
- مسواه لكنّه أخو خيلاء
- وهو بين الطّيور تحسبه العنقاء
- لولا استحاله العنقاء
- أبصرته فاكبرت أن ترى في الجوّ
- صيّادها على الغبراء
- فاستوى في قلوبها الذعر حتى
- كاد يحكي البلاء خوف البلاء
- وتناجت تبغي النجاة فرارا
- أين أين المفر من ذا القضاء
- ويح هذي الطّيور تجنى على الموتى
- وترجو سلما من الأحياء
- أهبطي أو فحلّقي أو فسيري
- أنما المنتهى ألى الأرزاء!
- ...
- وهو بين النجوم يسترق السّمع
- ولا يتّقي رجوم السّماء
- مشهد روّع الدّراري فباتت
- حائرات في القبّة الزّرقاء
- نافرات كأنها ظبيات
- رأت القانصين في البيداء
- سائلات أذا رسول سلام
- من بني الأرض أم نذير فناء؟
- هالها أن ترى من الأنس قوما
- يتهادون مثلها في الفضاء
- فرأيت الجوزاء تشكو الثّريّا
- والثّريّاتشكو ألى الجوزاء
- لا تراعي يا شهب منّا فأنّا
- ما حملنا أليك غير الولاء
- قد كرهنا المقام في الأرض لما
- قيل أن السّما مقرّ الهناء
- أنما شوقنا أليك الذي أسرى
- بنا لا الهيام في الأسرلء
- فصلينا نزدد غراما ووجدا
- غير مستحسن كثير الأباء
- نحن يا شهب في حماء ضيوف
- وجميل رعاية الغرباء
- أكرمي ذلك المحلّق فوق السّحب
- يثني عليك خير ثناء
- وأنيري طريقه أن دجا اللّيل
- ودبّت عقلرب الظّلماء
- صاغك اللّه شعلة من ضياء
- وبرا المرء شعلة من ذكاء
- اتخذيه أخا يكن لك عونا
- كلّ نفس محتاجة للأخاء
- لا تفاخر بالواخدات ولا بالخيل
- من أدهم ومن شهباء
- هان عصر النّياق والرّاكبيها
- عند عصر البخار والكهرباء
المزيد...
العصور الأدبيه