الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إيليا أبو ماضي >> التمثال >>
قصائدإيليا أبو ماضي
- من المرمر المسنون صاغوا مثاله
- و طافوا به من كلّ ناحية زمر
- و قالوا – صنعناه لتخليد رسمه ،
- فقلت – ألا يفنى كما فنى الأثر ؟
- و قالوا – نصبناه اعترافا بفضله ،
- فقلت إذن من يعرف الفضل للحجر ؟
- و قالوا – غنيّ كان يسخو بماله
- فقلت لهم هل كان أسخى من المطر ؟
- و قالوا – قويّ عاش يحمي ذمارنا
- فقلت لهم كان أقوى من القدر ؟
- أكان غنيّا أو قويّا فإنّه
- بمالكم استغنى و قوتكم ظفر
- فلم يتعشّقكم و لا همتم به
- كما خلتم لكنه النّفع و الضرر
- و لم ترفعوا التّمثال للبأس و النّدى
- و لكن لضعف في نفوسكم استتر
- فلستم تحبّون الغنيّ إذا افتقر
- و لستم تحبّون القويّ إذا اندحر
- رأيتكم لا تعرجون بروضة
- إذا لم يكن في الروض فيء و لا ثمر
- و لا تعقلون الشاة إلاّ لتسمنوا ،
- و لا تقتنون الخيل إلاّ على السفر
- إذا كان حبّ الفضل للفضل شأنكم
- و لم تخطئوا في الحسن و السّمع و البصر
- فما بالكم تكرموا اللّيل و الضّحى
- و لم تنصبوا التّمثال للشمس و لاقمر ؟
المزيد...
العصور الأدبيه