الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أحمد شوقي >> الضلوعُ تَتَّقِدُ >>
قصائدأحمد شوقي
- الضلوعُ تَتَّقِدُ
- والدموعُ تَطَّرِدُ
- أيَّها الشَّجيُّ ، أفقْ
- من عناءِ ما تجد
- قد جرَتْ لغايتها
- عبرة ٌ لها أمد
- كلُّ مسرفٍ جزعاً
- أو بكى ؛ سيقتصد
- والزمانُ سُنَّتُه
- في السُّلُوِّ يجتهد
- قل لثاكلينِ مشى َ
- في قواهما الكمد
- لم يعافَ قبلكما
- والدٌ، ولا وَلَد
- الذين ميلَ بهم
- في سفارهم بعدوا
- ما علمنا أَشَقُوا
- بالرحيل أم سعدوا
- إن منزلاً نزلوا
- لا يردُّ من يرد
- كلُّنا إليه غداً
- ليس بالبعيد غدُ
- البنونَ هم دمنا
- والحياة ُ والورد
- لا تَلَدُّ مثلَهم
- مُهْجَة ٌ، ولا كَبد
- يستوون واحِدُهم
- في الحنان والعدد
- زينة ٌ ، ومصلحة ٌ
- واستراحة ٌ، ودد
- فتنة ٌ إذا صلحوا
- محنة ٌ إذا فسدوا
- شاغلٌ إذا مرضوا
- فاجعٌ إذا فُقِدوا
- جُرحُهم إذا انتُزِعوا
- لا تلمُّه الضُّمدُ
- العزاءُ ليس له
- آسياً ، ولا الجلد
- قل لِهيكل كَلِماً
- من ورائهَا رَشَد
- لم يَشُبْ مهذّبَها
- باطلٌ ولا فَنَد
- قد عجبتُ من قلمٍ
- ثاكلٍ وينجرد
- أَنتَ ليثُ معركة ٍ
- وهو صارمٌ فرد
- والسيوفُ نَخْوَتُها
- في الوَطِيس تَتَّقِد
- أَنت ناقدٌ أَرِبٌ
- والأريبُ ينتقد
- ما تقول في قدرٍ
- بعضُ سنِّه الأبد
- وهو في الحياة على
- كلِّ خطوة ٍ رصد
- يَعثُر الأَنامُ به
- إن سعوا ، وإن قعدوا
- يَنْزِلُ الرجالُ على
- حُكْمِه وإن جَحَدوا
- القضاءُ مُعْضِلة ٌ
- لم يحلَّها أحد
- كاّما نقضت لها
- عُقْدَة ً بدتْ عُقد
- أتعبتْ معالجها
- واستراح مُعْتَقِد
- اتِلافُه رَشَدٌ
- بالبقاءِ مُنْفَرِد
- مِن بِلَى كَوائِنه
- كائناتُه الجدد
- لا تقل به إددٌ
- إنّ حسنه الإددُ
- تلتقي نقائضُه
- غاية ٌ وتتَّحد
- الفناء فيه يدٌ
- للبقاءِ أو عضد
- واختلافُه سَدَد
- جدَّ في عمارته
- مُنْصَفٌ ومضْطَهَد
- والغني لخِدمته
- كالفقير محتشد
- وهو في أعنَّته
- ممعنٌ ومطَّرد
- والحياة ُ حنظلة ٌ
- في حروفها شُهُد
- هَيكلُ الشقاءِ له
- من مَدامِعٍ عَمَد
- قامت النعوش على
- جانبَيْهِ والوُسُد
- عُرْسُه ومَأْتَمُهُ
- غايتاهما نفدُ
المزيد...
العصور الأدبيه