الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> عبيدة بن الابرص >> إن الحوادث يجيء بها الغد >>
قصائدعبيدة بن الابرص
- إنّ الحَوَادِثَ قَدْ يَجىء بهَا الغَدُ،
- وَالصّبْحُ وَالإمْسَاءُ مِنْهَا مَوْعِدُ
- وَالنّاسُ يَلْحَوْنَ الأمِيرَ إذا غَوَى
- خَطْبَ الصّوَابِ وَلا يُلامُ المُرْشَدُ
- وَالمَرْءُ مِنْ رَيْبِ المَنُونِ بِغِرّةٍ،
- وَعَدا العَداءُ وَلا تُوَدَّعُ مَهْدَدُ
- أُدْمَانَةٌ تَرِدُ البَرِيرَ بِغِيلِهَا
- تَقْرو مَسَارِبَ أيْكَةٍ وَتَرَدَّدُ
- وَخَلا عَلَيْهَا مَا يُفَزِّعُ وِرْدَها
- إلاّ الحَمَامُ دَعَا بِهِ وَالـهُدْهُدُ
- فَدَعَا هَديلاً سَاقُ حُرٍّ ضَحْوَةً
- فَدَنَا الـهَدِيلُ لَه يَصبُّ وَيَصْعَدُ
- زَعَمَ الأحِبّةُ أنّ رِحْلَتَنا غَداً،
- وَبِذَاكَ خَبّرَنَا الغُدافُ الأسْوَدُ
- فَاقْطَعْ لُبَانَتَهُمْ بِذاتِ بُرَايَةٍ
- أُجُدٍ إذا وَنَتِ الرّكَابُ تَزَيَّدُ
- وَكَأنّ أقْتَادي تَضَمّنَ نِسْعَهَا
- مِنْ وَحْشِ أوْرَالٍ هَبِيطٌ مُفْرَدُ
- بَاتَتْ عَلَيْهِ لَيْلَةٌ رَجَبِيّةٌ
- نَصْباً تَسُحُّ المَاءَ أوْ هِيَ أسْوَدُ
- يَنْفِي بِأطْرَافِ الألاء شَفِيفَهَا
- فَغَدَا وَكُلُّ خَصِيلِ عُضْوٍ يُرْعَدُ
- كالكَوْكَبِ الدِّرّيء يَشرَقُ مَتْنُهُ
- خَرِصاً خَمِيصاً صُلْبُهُ يَتَأوّدُ
- في رَوْضَةٍ ثَلَجَ الرّبِيعُ قَرَارَهَا
- مَوْلِيّةٍ لَمْ يَسْتَطِعْها الرُّوَّدُ
- وَبَدَا لِكَوْكَبِهَا صَعِيدٌ مِثْلَ ما
- رِيحَ العَبِيرُ عَلى المَلابِ الأصْفَدُ
- وَإذا سَرَيْتَ سَرَتْ أَمُوناً رَسْلَةً
- وَإذا تُكَلِّفُهَا الـهَوَاجِرَ تُصْخِدُ
- وَإلى شَرَاحِيلَ الـهُمامِ بِنَصْرِهِ
- نَصْرَ الأشاء سَرِيُّهُ مُسْتَرْغَدُ
- مَنْ سَيْبُهُ سَحُّ الفُرَاتِ وَحَمْلُهُ
- يَزِنُ الجِبَالَ، وَنَيْلُهُ لا يَنْفَدُ
المزيد...
العصور الأدبيه