الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> عبيدة بن الابرص >> العيش ضلال >>
قصائدعبيدة بن الابرص
- أمِن منزِلٍ عافٍ، وَمن رَسْمِ أطلالِ،
- بَكَيْتَ وَهَل يَبكي منَ الشّوْق أمثالي
- دِيارُهُمُ إذْ هُمْ جَميعٌ فأصْبَحَتْ
- بَسابِسَ إلاّ الوَحشَ في البَلدِ الخالي
- قَلِيلاً بِها الأصْوَاتُ إلاّ عَوَازِفاً،
- عِرَاراً زِمَاراً مِنْ غَيَاهِيبَ آجَالِ
- فإنْ تَكُ غَبَراءُ الحُبَيْبَةِ أصْبَحَتْ
- خَلَتْ منهُمُ وَاستَبدَلَتْ غيرَ أبدالِ
- بِما قَدْ أرَى الحَيَّ الجميعَ بِغِبْطَةٍ
- بِهَا وَاللّيَالي لا تَدومُ على حَالِ
- أبَعْدَ بَني عَمْرٍو وَرَهطي وَإخْوَتي،
- أُرَجّي لَيَانَ العَيشِ والعيشُ ضَلالُ
- فَلَسْتُ وَإنْ أضْحَوْا مَضَوْا ليتبيلـهمْ
- بِناسِيهِمُ طُولَ الحَيَاةِ وَلا سَالي
- ألا تَقِفَانِ اليَوْمَ قَبْلَ تَفَرُّقٍ
- وَنَأيٍ بَعِيدٍ وَاختِلافٍ وَأشغالِ
- إلى ظُعُنٍ يَسْلُكْنَ بَيْنَ تَبَالَةٍ،
- وَبَينَ أعالي الخَلّ لاحِقَةِ التّالي
- فَلَمّا رَأيْتُ الحادِيينِ تَكَمّشَا
- نَدِمتُ على أنْ يَذهَبا ناعمَيْ بَالِ
- رَفَعْنَ عَلَيهِنَّ السّياطَ فَقَلّصَتْ
- بِنا كُلُّ فَتْلاءِ الذِّرَاعَينِ شِمْلالِ
- خَلُوجٍ برِجْلَيْها كأنّ فُرُوجَهَا
- فَيَافي سُهُوبٍ حيثُ تَختَبُّ في الآلِ
- فَألْحَقَنَا بِالقَوْدِ كُلُّ دِفَقَةٍ
- مُصَدَّرَةٍ بالرَّحْلِ وَجْنَاءَ مِرْقال
- فمِلْنَا وَنَازَعْنَا الحَديثَ أوَانِساً
- عَلَيْهِنّ جَيْشَانِيّةٌ ذاتُ أغْيَالِ
- وَمِلْنَ إلَيْنَا بالسّوَالِفِ وَالحُلَى،
- وَبالقَوْلِ فيما يَشتَهي المَرِحُ الخَالي
- كَأنّ الصَّبَا جاءتْ بِرِيحِ لَطِيمَةٍ
- مِنَ المِسْكِ لا تُسطاعُ بالثّمن الغالي
- وَرِيحِ خُزَامَى في مَذانِبِ رَوْضَةٍ
- جَلا دِمْنَها سارٍ منَ المُزْنِ هَطّالُ
المزيد...
العصور الأدبيه