الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> اوس بن حجر >> هل عاجلٌ من مَتاع الحيِّ منظورُ >>
قصائداوس بن حجر
هل عاجلٌ من مَتاع الحيِّ منظورُ
اوس بن حجر
- هلْ عاجلٌ من مَتاعِ الحيِّ مَنظورُ
- أم بيْتُ دُومَةَ بَعد الإلْفِ مهْجورُ
- أم هلْ كبيرٌ بَكَى لم يقضِ عَبرَتهُ
- إثْرَ الأحِبّةِ يوْمَ البَيْنِ مَعْذورُ
- لكنْ بِفِرْتاجَ فالخَلْصَاءِ أنْتَ بِها
- فَحَنْبَلٍ فَلِوَى سَرّاءَ مَسْرُورُ
- وبِالأُنَيْعِمِ يوْماً قدْ تَحِلّ بِهِ
- لَدى خَزَازَ ومِنْها منْظَرٌ كِيرُ
- قد قُلتُ للرّكبِ لْولا أنّهم عَجِلوا
- عُوجوا عليّ فحَيّوا الحيَّ أوْ سيرُوا
- قَلّتْ لحاجَةِ نفْسٍ ليْلةٌ عرَضَتْ
- ثم اقصِدوا بعدها في السيرِ أو جوروا
- غُرٌّ غَرَائرُ أبْكارٌ نَشَأنَ مَعاً
- حُسْنُ الحَلائِقِ عَمّا يُتّقَى نورُ
- لَبِسْنَ رَيْطاً وَديبَاجاً وَأكْسِيَةً
- شَتّى بِها اللّوْنُ إلا أنّها فُورُ
- ليس الحديثُ بِنُهْبى يَنْتَهِبْنَ وَلا
- سِرٌّ يُحَدّثْنَهُ في الحيّ مَنْشُورُ
- وَقَدْ تُلافي بِيَ الحاجاتِ ناجِيَةٌ
- وَجْنَاءُ لاحِقَةُ الرّجْلَيْنِ عيْسورُ
- تُساقِطُ المَشْيَ أفْنَاناً إذا غَضِبَتْ
- إذا ألحّتْ عَلى رُكْبانِهَا الكُورُ
- حَرْفٌ أخوهَا أبوهَا من مُهَجّنَةٍ
- وَعَمُّهَا خالُهَا وَجْناءُ مِئْشِيرُ
- وَقد ثوَتْ نِصْفَ حوْلٍ أشهُراً جُدُداً
- يَسْفي على رَحْلِها بالحِيرَةِ المُورُ
- وَقَارَفَتْ وَهْيَ لم تَجْرَبْ وَباعَ لـها
- منَ الفَصَافِصِ بالنُّمِّيَّ سِفْسيرُ
- أبْقى التهَجُّرُ منها بعدَ كِدْنَتِها
- مِنَ المَحَالةِ ما يَشْغى بهِ الكُورُ
- تُلقي الجِرَانَ وتَقْلَوْلي إذا بَرَكتْ
- كما تَيَسّرَ للنّفْرِ المَهَا النّورُ
- كَأنَّ هِرّاً جَنِيباً تحْتَ غُرْضَتِها
- واصْطَكّ ديكٌ برِجْلَيْها وخِنزيرُ
- كَأنّهَا ذو وُشومٍ بينَ مَأفِقَةٍ
- والقُطْقُطانَةِ والبُرْعومِ مَذْعورُ
- أحَسَّ رَكْزَ قَنِيصٍ من بَني أسَدٍ
- فانْصَاعَ مُنْثَوياً والخَطْوُ مَقصُورُ
- يسعى بِغُضْفٍ كأمثال الحَصَى زمِعاً
- كأنّ أحناكَها السّفلى مَآشِيرُ
- حَتّى أُشِبّ لـهُنّ الثّوْرُ من كَثَبٍ
- فَأرْسَلوهُنّ لم يدْرُوا بِما ثِيرُوا
- وَلّى مُجِدّاً وَأزْمَعْنَ اللَّحاقَ بهِ
- كَأنّهُنَّ بِجَنْبَيْهِ الزّنابيرُ
- حَتّى إذا قُلْتَ نَالَتْهُ أوَائِلُها
- وَلَوْ يَشاءُ لَنَجّتْهُ المَثَابيرُ
- كَرَّ عَلَيْهَا ولمْ يَفْشَل يُهارِشُهَا
- كَأنّهُ بِتَوَالِيهِنّ مَسْرُورُ
- فَشَكّهَا بِذَلِيقٍ حَدُّهُ سَلِبٌ
- كَأنّهُ حينَ يَعْلوهُنَّ مَوْتورُ
- ثُمّ اسْتمَرَّ يُباري ظِلَّهُ جَذِلاً
- كَأنّهُ مَرْزُبانٌ فازَ مَحْبورُ
- يالَ تميمٍ وَذُو قارٍ لَهُ حَدَبٌ
- مِنَ الرَّبيعِ وفي شَعْبانَ مَسْجورُ
- قدْ حَلأتْ نَاقَتي بُرْدٌ وَرَاكِبَها
- عَنْ ماءِ بَصْوَةَ يومَاً وهْوَ مَجْهورُ
- فَما تَنَاءى بِها المعروفُ إذ نفَرَتْ
- حتى تَضَمّنَها الأفْدَانُ والدّورُ
- قَوْمٌ لِئامٌ وفي أعْناقِهمْ عُنُفٌ
- وَسعيُهُمْ دونَ سعيِ الناسِ مَبهورُ
- وَيْلُ امِّهمْ مَعْشَراً جُمّاً بيوتُهمُ
- مِنَ الرّماحِ وفي المعرُوفِ تَنْكيرُ
- إذْ يشزِرُونَ إليّ الطْرفَ عن عُرُضٍ
- كَأنّ أعْيُنَهُمْ من بُغْضِهمْ عورُ
- نَكّبْتُها ماءهم لمّا رَأيْتهُمُ
- صُهْبَ السِّبالِ بِأيْديهمْ بَيَازيرُ
- مُخلَّفونَ وَيقضِي النَّاسُ أمْرَهُمُ
- غُسُّ الأمانَةِ صُنْبورٌ فَصُنبورُ
- لَوْلا الـهُمامُ الذي تُرْجى نَوافِلُهُ
- لَنَالَهُمْ جحْفَلٌ تَشْقى به العورُ
- لَوْلا الـهُمامُ لقد خفّتْ نَعَامَتُهُمْ
- وَقالَ راكِبُهُمْ في عُصْبةٍ سيروا
- يُعلُونَ بِالقَلَعِ البُصْرِيِّ هامَهُمُ
- ويُخرج الفَسْوَ من تحتُ الدَّقاريرُ
- تَنَاهَقُونَ إذا اخْضَرّتْ نِعالُكُمُ
- وفي الحَفِيظَةِ أبْرامٌ مَضَاجير
- أجْلَتْ مُرَمَّأةُ الأخْبارِ إذ وَلَدَتْ
- عن يوْمِ سَوْءٍ لعبدِ القيسِ مذكور
- إنّ الرّحيلَ إلى قَوْمٍ وإن بَعُدُوا
- أمْسَوا ومن دونِهم ثَهلانُ فَالنّيرُ
- تُلْقَى الأوزُّونَ في أكنافِ دارَتِها
- تَمْشي وبينَ يَديْها التِّبنُ مَنْثُورُ
المزيد...
العصور الأدبيه