الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> اوس بن حجر >> ألم تر أن اللـه انزل مُزنةً >>
قصائداوس بن حجر
ألم تر أن اللـه انزل مُزنةً
اوس بن حجر
- ألَمْ تَرَ أنّ اللـهَ أنْزَلَ مُزْنَةً
- وَعُفْرُ الظِّبَاءِ في الكِناسِ تَقَمَّعُ
- فَخُلّيَ للأذْوادِ بَيْنَ عُوَارِضٍ
- وبَينَ عَرَانينَ اليَمامَةِ مَرْتَعُ
- تَكَنّفَنَا الأعْدَاءُ مِنْ كلّ جانبٍ
- لِينْتَزِعوا عَرْقاتِنَا ثمّ يَرْتَعوا
- فَمَا جَبُنوا أنّا نسُدُّ عَلَيْهِمُ
- وَلكِنْ لَقُوا ناراً تَحُسُّ وتَسفَعُ
- وَجَاءَتْ سُلَيْمٌ قَضُّهَا وَقَضِيضُها
- بأكْثرِ ما كانوا عَديداً وأوْكَعوا
- وَجِئْنَا بها شَهْباءَ ذاتَ أشِلّةٍ
- لـها عَارِضٌ فيهِ المَنِيّةُ تَلْمَعُ
- فَوَدّ أبو لَيْلى طُفَيلُ بنُ مالِكٍ
- بمُنْعَرَجِ السُّؤْبَانِ لوْ يَتَقَصّعُ
- يُلاعِبُ أطْرَافَ الأسِنّةِ عامِرٌ
- وَصَارَ لَهُ حَظُّ الكتيبةِ أجْمَعُ
- كَأنّهُمُ بينَ الشُّمَيطِ وَصَارَةٍ
- وَجُرْثُمَ والسّؤبانِ خُشْبٌ مُصرَّعُ
- فمَا فَتِئَتْ خَيْلٌ تثوبُ وَتَدّعي
- وَيَلْحَقُ منها لاحِقٌ وَتَقَطَّعُ
- لدى كلِّ أُخدودٍ يُغادِرْنَ دارِعاً
- يُجَرُّ كما جُرّ الفَصِيلُ المُقَرع
- فَما فَتِئَتْ حَتى كأنَّ غُبارَها
- سُرَادِقُ يَوْمٍ ذي رِياحٍ تَرَفَّعُ
- تَثُوبُ عَلَيهِمْ مِن أبانٍ وشُرْمَةٍ
- وتَرْكبُ من أهْلِ القَنانِ وتَفزَعُ
- لَدُنْ غُدوَةٍ حتى أغاث شريدَهُمْ
- طَويلُ النَّبَاتِ والعُيونُ وَضَلْفَعُ
- ففارَتْ لـهُمْ يوْماً إلى الليلِ قِدْرُنَا
- تصُكّ حَرَابيَّ الظّهورِ وَتَدْسَعُ
- وكنْتُم كعَظْمِ الرِّيمِ لم يدرِ جازِرٌ
- على أيّ بَدْأي مَقْسِم اللحم يوضَعُ
- وجاءَتْ على وَحْشِيِّها أمُّ جابِرٍ
- على حين سَنُّوا في الرّبيع وأمْرَعوا
المزيد...
العصور الأدبيه