الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> امرىء القيس >> يا رب غانية >>
قصائدامرىء القيس
- حيِّ الحُمولَ، بِجانِبِ العَزْلِ،
- إذْ لا يُلائِمُ شَكْلُها شَكْلِي
- ماذا يَشُقّ عَلَيكَ مِنْ ظُعُنٍ،
- إلاَّ صِباكَ، وَقِلّةُ العَقْلِ
- مَنّيْتِنا بِغَدٍ، وَبَعْدَ غَدٍ،
- حَتّى بَخِلْتِ، كَأسْوَإ البُخْلِ
- يا رُبَّ غانِيَةٍ صَرَمْتُ حِبالَها
- وَمَشَيْتُ مُتّئِداً عَلى رِسْلِي
- لا أسْتَقِيدُ، لِمَنْ دَعا لِصِباً،
- قَسْراً، وَلا أُصْطادُ بِالخَتْلِ
- وَتَنُوفَةٍ، جَرْداءَ، مُهْلِكَةٍ،
- جاوَزْتُها بِنَجائِبٍ فُتْلِ
- فَيَبِتْنَ يَنْهَسْنَ الجَبُوبَ بِها،
- وَأبِيتُ مُرْتَفِقاً عَلى رَحْلِ
- مُتَوَسِّداً عَضْباً، مَضَارِبُهُ،
- في مَتْنِهِ، كَمَدَبّةِ النّمْلِ
- يُدْعى صَقِيلاً، وَهْوَ لَيْسَ لَهُ
- عَهْدٌ بِتَمْويهٍ، وَلا صَقْلِ
- عَفَتِ الدِّيارُ، فَما بِها أهْلي،
- وَلَوتْ شَمُوسُ بَشاشَةَ البَذْلِ
- نَظَرَتْ إلَيْكَ بَعَيْنِ جازِئَةٍ،
- حَوْرَاءَ، حانِيَةٍ على طِفْلِ
- فَلَها مُقلَّدُها وَمُقْلَتُها؛
- وَلَها عَلَيْهِ سَرَاوَةُ الفَضْلِ
- أقْبَلْتُ مُقْتَصِداً، وَرَاجَعَني
- حِلْمي، وَسُدِّدَ، لِلتُّقَى، فِعْلي
- وَاللـهُ أنْجَحُ ما طَلَبْتُ بِهِ،
- والبِرُّ خَيْرُ حَقِيبَةِ الرَّحْلِ
- وَمِنَ الطّرِيقَةِ جائِرٌ، وَهُدًى
- قَصْدُ السّبِيلِ، وَمِنْهُ ذُو دَخْلِ
- إنِّي لأصْرِمُ مَنْ يُصارِمُني،
- وَأُجِدُّ وَصْلَ مَنِ ابْتَغَى وَصْلي
- وَأخِي إخاءٍ، ذِي مُحافَظَةٍ،
- سَهْلِ الخَلِيقَةِ، ماجِدِ الأصْلِ
- حُلْوٍ، إذا ما جِئْتُ، قالَ: ألا
- في الرُّحْبِ أنْتَ، وَمَنْزِلِ السّهْلِ
- نازَعْتُهُ كَأسَ الصَّبُوحِ، وَلَمْ
- أجْهَلْ مجَدَّةَ عِذْرَةِ الرَّجُلِ
- إنِّي بِحَبْلِكَ وَاصِلٌ حَبْلي،
- وَبِرِيش نَبْلِكَ رَائِشٌ نَبْلي
- ما لَمْ أجِدْكَ على هُدَى أثَرٍ،
- يَقْرُو مَقَصَّكَ قائِفٌ، قَبْلي
- وَشَمائِلي ما قَدْ عَلِمْتَ، وَما
- نَبَحَتْ كِلابُكَ طارِقاً مِثْلي
المزيد...
العصور الأدبيه