الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> امرىء القيس >> أتنوص من ذكر سلمى؟ >>
قصائدامرىء القيس
- أمِنْ ذِكرِ سلمَى أنْ نأتْكَ تَنوصُ
- فَتَقصُرُ عنها خُطوَةً أوْ تَبوصُ
- وَكَمْ دُونَهَا من مَهمَهٍ وَمَفَازَةٍ
- وكم أرْضُ جَدبٍ دونها وَلصُوصُ
- تَرَاءَتْ لَنَا يَوْماً بجَنْبِ عُنَيزَةٍ
- وَقَد حانَ مِنها رِحلَةٌ فَقُلُوصُ
- بِأسْوَدَ مُلْتَفِّ الغَدَائِرِ وَارِدٍ
- وَذِي أُشُرٍ تَشُوفُهُ وَتَشُوصُ
- مَنَابِتُهُ مِثْلُ السُّدوسِ وَلَوْنُهُ
- كَشَوْكِ السيَّالِ فهوَ عذبٌ يَفيضُ
- فَهَلْ تُسْلِيَنّ الـهَمَّ عَنْكَ شِمِلّةٌ
- مُدَاخِلَةً صُمُّ العِظَامِ أَصُوصُ
- تَظَاهَرَ فِيهَا النِّيُّ لا هيَ بَكْرَةٌ
- وَلا ذاتُ ضِغنٍ في الزِّمامِ قَمُوصُ
- أؤوبٌ نَعُوبٌ لا يُوَاكِلُ نَهْزُهَا
- إذا قِيلَ سَيرُ المُدْلجِينَ نَصِيصُ
- كَأني وَرَحلي وَالقِرَابَ وَنُمْرُقي
- إذا شُبّ للمَرْوِ الصِّغَارِ وَبِيضُ
- عَلى نِقْنِقٍ هَيْقٍ لَهُ وَلِعِرْسِهِ
- بمُنعَرَجِ الوَعساءِ بَيضٌ رَصِيصُ
- إذا رَاحَ لِلأُدْحيّ أوْباً يَفُنُّهَا
- تُحَاذِرُ منْ إدْرَاكِهِ وَتَحيصُ
- أذَلِكَ أمْ جَوْنٌ يُطَارِدُ آتُناً
- حَمَلنَ فأرْبى حَملِهِنّ دُرُوصُ
- طوَاهُ اضْطِمارُ الشَّدّ فالبَطنُ شازِبٌ
- معَالىً إلى المَتْنَينِ فَهْوَ خَميصُ
- كَأنّ سَرَاتَهُ وَجُدّةَ ظَهْرِهِ
- كَنَائِنُ يَجرِي بَيْنَهُنّ دَليصُ
- بحاجِبِهِ كَدْحٌ من الضَّرْبِ جالِبٌ
- وَحَارِكُهُ منَ الكِدَامِ حَصِيصُ
- وَيأكُلنَ من قَوٍّ لُعَاعاً وَرِبّةً
- تَجَبّرَ بَعدَ الأكلِ فَهْوَ نَميصُ
- تُطِيرُ عِفَاءً مِنْ نَسِيلٍ كَأنّهُ
- سُدُوسٌ أطَارَتهُ الرّيَاحُ وَخُوصُ
- تَصَيّفَهَا حَتى إذا لمْ يَسُغْ لـهَا
- حَليُّ بأعْلى حَائِلٍ وَقَصيصُ
- تَغَالَبنَ فيهِ الجَزْءَ لَوْلا هَوَاجرٌ
- جَنَادِبُهَا صَرْعَى لـهُنّ قَصِيصُ
- أرَنَّ عَلَيْهَا قارِباً، وَانْتَحَتْ لـهُ
- طُوالَةُ أرْساغِ اليَدَيْنِ نَحوصُ
- فَأوْرَدَها، مِنْ آخرِ الليلِ، مَشرَباً،
- بَلاثِقَ خُضْراً، ماؤهُنَّ قَلِيصُ
- فَيَشْرَبْن أنفاساً، وَهُنَّ خَوَائِفٌ،
- وَتَرْعَدُ مِنْهُنَّ الكُلى والفَريصُ
- فأصْدَرَها تَعْلو النِّجادَ، عَشِيَّةً،
- أقَبُّ، كَمِقْلاءِ الوليدِ، شَخِيصُ
- فجَحشٌ، على أدْبارِهِنَّ، مُخَلَّفٌ؛
- وَجَحْشٌ، لَدى مَكَرِّهِنَّ، وَقيصُ
- وَأصْدَرَها بادي النّواجِذِ، قارِحٌ،
- أقَبُّ، كَعَقْدِ الأنْدَرِيِّ، مَحيصُ
المزيد...
العصور الأدبيه