الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> امرىء القيس >> ألمّا على الربع القديم >>
قصائدامرىء القيس
ألمّا على الربع القديم
امرىء القيس
- ألِمّا عَلى الرَّبعِ القَدِيمِ بعَسْعَسَا
- كأني أُنَادي أوْ أُكَلّمُ أخرْسَا
- فلوْ أنّ أهلَ الدّارِ فيها كَعَهْدِنَا
- وَجدتُ مَقيلاً عِندهمْ وَمْعرَّسَا
- فَلا تُنْكِرُوني إنّني أنَا ذَاكُمُ
- لَيَاليَ حَلَّ الحَيُّ غَوْلاً فَألعَسَا
- فإمّا تَرَيْني لا أُغَمّصُ سَاعَةً
- من اللّيلِ إلاّ أنْ أكبَّ فَأنْعَسَا
- تَأوّبَني دَائي القَدِيمُ فَغَلَّسَا
- أُحَاذِرْ أنْ يَرْتَدّ دائي فأُنْكَسَا
- فَيا رُبّ مَكرُوبٍ كَرَرْتُ وَرَاءَهُ
- وَطاعَنْتُ عَنهُ الخيلَ حَتى تَنَفَّسَا
- وَيَا رُبّ يَوْمٍ قَدْ أرُوحُ مُرَجَّلاً
- حَبِيباً إلى البِيضِ الكَوَاعبِ أملَسَا
- يَرُعنَ إلى صَوْتي إذا مَا سَمِعْنَهُ
- كمَا تَرْعوِي عِيطٌ إلى صَوْتِ أعيَسَا
- أرَاهُنّ لا يُحْبِبنَ مَن قَلّ مَالُهُ
- وَلا مَنْ رَأينَ الشَّيبَ فيهِ وَقَوَّسَا
- وَمَا خِفْتُ تَبرِيحَ الحَياةِ كما أرَى
- تَضِيقُ ذِرِاعي أنْ أقومَ فألبَسَا
- فَلَوْ أنّهَا نَفسٌ تَمُوتُ جَمِيعَةً
- وَلَكِنّهَا نَفْسٌ تَسَاقَطُ أنْفُسَا
- وَبُدّلْتُ قَرْحاً دامِياً بَعدَ صِحّةٍ
- فَيا لكِ من نُعمَى تحَوّلنَ أبْؤسَا
- لَقد طَمَحَ الطَّمّاحُ من بُعد أرْضِهِ
- لِيُلْبِسَني مِنْ دَائِهِ مَا تَلَبّسَا
- ألا أنّ بَعدَ العُدْمِ للمَرْءِ قِنْوَةً
- وَبعدَ المَشيبِ طولَ عُمرٍ ومَلَبَسَا
المزيد...
العصور الأدبيه