الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> امرىء القيس >> قد أشهد الغارة الشعواء >>
قصائدامرىء القيس
قد أشهد الغارة الشعواء
امرىء القيس
- قد أشْهَدُ الغارَةَ الشّعْوَاءَ تَحْمِلُنِي
- جَرْدَاءُ مَعرُوقَةُ اللّحييَنِ سُرْحُوبُ
- كَأنَّ صاحِبَها، إذْ قامَ يُلْجِمُها،
- مَغْدٌ على بَكْرَةٍ زَوْرَاءَ، مَنْصُوبُ
- إذا تَبَصّرَها الرَّاؤُونَ، مُقبِلَةً،
- لاحتْ لَهُمْ غُرَّةٌ مِنْها، وَتجْبِيبُ
- وِقافُها ضَرِمٌ، وَجَرْيُها جَذِمٌ،
- وَلَحْمُها زِيَمٌ، والبَطْنُ مَقْبُوبُ
- وَاليَدُ سابِحَةٌ، وَالرَّجْلُ ضارِحَةٌ،
- وَالعَيْنُ قادِحَةٌ، وَالمَتْنُ مَلْحُوبُ
- وَالمَاءُ مُنْهَمِرٌ، وَالشَّدُّ مُنْحَدِرٌ،
- وَالقُصْبُ مُضْطَمِرٌ، وَاللَّونُ غِرْبِيبُ
- كَأنّها حِينَ فاضَ الماءُ وَاحْتَفَلَتْ،
- صَقْعاءُ، لاحَ لَها في المَرْقَبِ الذِّيبُ
- فأبْصَرَتْ شَخْصَهُ مِن فَوْقِ مَرْقَبَةٍ
- ودُونَ مَوْقِعِها مِنْهُ شَنَاخِيبُ
- فَأقْبلَتْ نَحوَهُ في الجَوِّ كاسِرَةً
- يَحُثُّها مِنْ هُوِيِّ الرِّيحِ تَصْوِيبُ
- صُبَّتْ عَلَيْهِ وما تنْصَبُّ مِنْ أُمَمٍ
- إنَّ الشَّقَاءَ على الأشْقَيْنِ مَصْبُوبُ
- كالدَّلْوِ ثَبْتٌ عُرَاهَا وهْيَ مُثْقَلَةٌ
- إذْ خَانَها وذَمٌ منْهَا وتَكْرِيبُ
- لا كالَّتي في هَواءِ الجَوِّ طَالِبَة
- ولا كَهَذَا الّذِي في الأرْضِ مَطلوبُ
- كالْبَزِّ والرَّيْحِ في مَرْآهُما عَجَبٌ
- مَا في اجْتِهَادٍ على الإصْرَارِ تَعْييبُ
- فأدْرَكَتْهُ فَنالَتْهُ مَخَالِبُهَا
- فَانْسَلَّ مِن تحْتِها والدَّفُّ مَعْقُوبُ
- يَلوذُ بِالصَّخْرِ مُنْهَا بَعْدَ مَا فَتَرَتْ
- مِنْها ومِنْهُ على الصَّخْرِ الشَّآبِيبُ
- ثمَّ اسْتغَاشَتْ بمَتنِ الأرضِ تَعْفِرُهُ
- وبِاللِّسان وبِالشدِّقَيْنِ تَتْريبُ
- فأخطَأتْهُ المَنَايَا قِيسَ أُنْمُلَةٍ
- ولا تَحَرَّزَ إلاَّ وهْوَ مَكْتُوبُ
- يَظَلُّ مُنْحَجِراً منْهَا يُراقِبُهَا
- ويَرْقبُ اللَّيْلَ إنّ اللّيْلَ مَحْجُوبُ
- والخَيرُ مَا طَلَعَتْ شَمسٌ وما غَرَبَتْ
- مُطَلَّبٌ بِنَواصي الخَيْلِ مَعْصُوبُ
المزيد...
العصور الأدبيه