الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> المثقب العبدي >> طويلات الذوائب >>
قصائدالمثقب العبدي
- أَفاطِمُ قَبلَ بَيْنِكِ مَتعيني
- ومَنْعُكِ ما سألتُكِ أنْ تَبيني
- فَلا تَعِدي مَواعِدَ كاذِباتٍ
- تَمُرُّ بها رياحُ الصَّيفِ دُوني
- فإني لو تُخالِفُني شِمالي
- خِلافَكِ ما وَصَلتُ بها يَميني
- إذاً لَقَطَعتُها ولقُلتُ: بِيني
- كذلكَ أجْتَوي مَن يَجتَويني
- لِمَن ظُعُنٌ تَطَلَّعَ من صَبيبِ
- فما خَرَجَتْ من الوادي لحينِ
- مَرَرنَ على شَرافَ فَذاتِ هَجْلٍ
- ونَكَّبنَ الذَّرانِحَ بالْيَمينِ
- وهُنَّ كَذاكَ حين قَطَعْنَ فَلْجاً
- كأنّ حُدوجَهُنَّ على سَفينِ
- يُشَبَّهنَ السَّفينَ وهُنّ بُخْتٌ
- عُراضاتُ الأباهِرِ والشُّؤونِ
- وهُنَّ على الرَّجائزِ واكِناتٌ
- قَواتِلُ كُل أَشجَعَ مُسْتكينِ
- كغِزلانٍ خَذَلنَ بذاتِ ضالٍ
- تَنُوشُ الدّانياتِ من الغُصونِ
- ظَهَرنَ بِكِلَّةٍ وسَدَلنَ رَقماً
- وثَقَّبْنَ الوَصاوِصَ للعُيونِ
- ومن ذَهَبٍ يَلوحُ على تَريبٍ
- كلَونِ العاجِ ليسَ بذي غُضونِ
- وهُنّ على الظلام مُطَلَّباتٌ
- طويلاتُ الذَّوائبِ والقُرونِ
- أَرَينَ مَحاسِناً وكنَنَّ أُخرى
- من الأجيادِ والبَشَرِ المَصونِ
- إذا ما فُتْنَهُ يوماً بِرَهْنٍ
- يَعِزُّ علَيه لم يَرجِعْ بِحينِ
- بتَلـهِيَةٍ أَريشُ بها سِهامي
- تَبُذُّ المُرشِقاتِ من القَطينِ
- عَلَونَ رَباوَةً وهَبَطنَ غَيباً
- فلَمْ يَرجِعْنَ قائلةً لحِينِ
- فقلتُ لبعضِهنّ وشُدَّ رَحْلي
- لِهاجِرةٍ عَصَبتُ لـها جَبيني
- لعلّكِ إنْ صَرَمتِ الحَبلَ مني
- أكونُ كذاكَ مُصحِبَتي قَروني
- فَسَل الـهَمَّ عنكَ بذاتِ لَوثٍ
- عُذافِرةٍ كمِطرَقَةِ القُيونِ
- بَصادِقةِ الوَجيفِ كأنّ هِرّاً
- يُباريها ويأخُذُ بالوَضينِ
- كَساها تامِكاً قَرِداً عَلَيها
- سَوادِيُّ الرَّضيحِ من اللَّجينِ
- إذا قَلِقَتْ أَشُدُّ لـها سِنافاً
- أمامَ الزَّورِ من قَلَقِ الوَضينِ
- كأنّ مَواقِعَ الثَّفِناتِ مِنها
- مُعَرَّسُ باكِراتِ الوِرْدِ جُونِ
- يَجُدُّ تَنَفسُ الصُّعَداءِ منها
- قُوى النسْعِ المُحَرَّمِ ذي المَتونِ
- تَصُكُّ الجانِبَينِ بِمُشفَتِرّ
- لـه صَوتٌ أَبَحُّ من الرَّنينِ
- كأنّ نَفِيَّ ما تَنفي يَداها
- قِذافُ غَريبَةٍ بِيَدَيْ مُعينِ
- تَسُدُّ بِدائِمِ الخَطَرانِ جَثْلٍ
- خَوايَةَ فَرْجِ مِقْلاتٍ دَهينِ
- وتَسمَعُ للِذُّبابِ إذا تَغَنَّى
- كتَغريدِ الحَمامِ على الوُكُونِ
- وأَلقَيتُ الزمامَ لـها فنامَتْ
- لِعادتِها من السَّدَفِ المُبينِ
- كأنّ مُناخَها مُلقى لِجامٍ
- على مَعزائها وعَلى الوَجينِ
- كأنّ الكُورَ والأنساعَ منها
- على قَرْواءَ ماهِرَةٍ دَهينِ
- يَشُقُّ الماءَ جُؤجُؤُها وَتَعلو
- غَوارِبَ كُل ذي حَدَبٍ بَطينِ
- غَدَت قَوداءَ مُنشَقّاً نَساها
- تَجاسَرُ بالنُّخاعِ وبالوَتينِ
- إذا ماقُمتُ أَرحَلُها بِلَيلٍ
- تَأوَّهُ آهَةَ الرَّجُلِ الحزينِ
- تقولُ إذا دَرأْتُ لـها وَضِيني
- أَهذا دِينُهُ أَبداً ودِيني
- أَكُلُّ الدَّهرِ حَلٌّ وارتِحالٌ
- أَما يُبقي عَلَيَّ وما يَقِيني
- فأَبقى باطِلي والجِدُّ منها
- كدُكّانِ الدَّرابِنَةِ المَطِينِ
- ثَنَيتُ زِمامَها ووَضَعتُ رَحْلي
- ونُمرُقَةً رَفَدْتُ بها يَميني
- فَرُحْتُ بها تُعارِضُ مُسبَكِرّاً
- على ضَحْضاحِهِ وعَلى المُتونِ
- إلى عَمروٍ ومن عَمْروٍ أَتَتني
- أَخي النَّجْداتِ والحِلمِ الرَّصينِ
- فإمّا أَنْ تكونَ أَخي بِحَقٍّ
- فأَعرِفَ منكَ غَثي من سَميني
- وإلاّ فَاطَّرِحْني واتَّخِذني
- عَدُوّاً أَتَّقيكَ وتَتَّقيني
- وما أَدري إذا يَمَّمتُ وَجهاً
- أُريدُ الخَيرَ أَيُّهُما يَليني
- أَأَلخَيرُ الذي أنا أَبْتَغيهِ
- أَمِ الشَّرُّ الذي هو يَبْتَغيني
المزيد...
العصور الأدبيه